مؤشر جديد برز اليوم الخميس، يدل على إصرار الإدارة الأمريكية الحالية التي يوجد على رأسها الرئيس الديمقراطي جو بايدن على المضي قدما في تنزيل الإعلان الرئاسي الذي وقعه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، ويتعلق الأمر بتحديث وزارة الخارجية لخرائطها الخاصة بالسفر عن طريق سحب الخط الفاصل بين الأقاليم الصحراوية وباقي التراب المغربي. وبعد أن كانت خريطة المغرب مقسمة في النسخة الماضية التي ظلت الإدارة الأمريكية تعمل بها إلى حدود شهر فبراير الجاري، فإن الخطوط الفاصلة بين منطقة الصحراء وباقي التراب المغربي حُذفت وفق ما اطلعت عليه "الصحيفة" اليوم الخميس، وهو الإجراء الذي يدخل في إطار عملية تحديث أشمل لجميع الخرائط المنشورة في مقار ووثائق ومواقع المؤسسات الحكومية الأمريكية استنادا إلى القرار الرئاسي المعلن عنه رسميا في 10 دجنبر 2020. خريطة المغرب كما تظهر بموقع وزارة الخارجية الأمريكية بعد التحديث وعمليا، تؤكد هذه الخطوة أن الإدارة الحالية لم تتراجع عن قرار الرئيس الأمريكي السابق الذي أعلن اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء باعتماد مبادرة الحكم الذاتي في إطار الوحدة الترابية للمغرب كحل للقضية إلى جانب افتتاح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة، وذلك على الرغم من تحرك الجزائر، الداعم الرئيس لجبهة "البوليساريو" الانفصالية، من أجل إقناع بايدن بالتراجع عن قراره من خلال تحركات حكومية وبرلمانية. وتزامنت هذه الخطوة مع إقرار ضمني آخر صادر عن الرئيس الأمريكي بخصوص الإبقاء على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، إذ يوم أمس الأربعاء أجرى بايدن أول اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أعلن عنه رسميا مكتب هذا الأخيرة بصورة له وهو يتحدث في الهاتف وخلفه خارطة منطقة الشرق الأوسط، فيما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس يدعم اتفاقيات تطبيع العلاقات الدبلوماسية التي وقعت بين الدولة العبرية والدول العربية. وكان الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء قد ارتبط بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، إذ أعلن دونالد ترامب عن ذلك بشكل متزامن، وهو ما يجعل استمرار هذه العلاقات رهينا بشكل باستمرار تبني الإدارة الأمريكية الحالية للإعلان الرئاسي، والذي لا زالت منشورا بشكل رسمي في موقع البيت الأبيض ولم يصدر عن بايدن أي تلميح لإمكانية التراجع عنه.