ستجد جماعة طنجة نفسها أمام امتحان حقيقي لإثبات مدى احترامها لأحكام القضاء، حيث ستكون مطالبة بتفعيد حكم المحكمة الإدارية الاستئنافية الصادر مؤخرا بإلغاء قرارها الإداري الذي يسمح لشركة "صوماجيك" المفوض لها تدبير مواقف السيارات والمرائب تحت الأرضية، بعقل السيارات بواسطة "الصابو"، والذي منذ بدأ العمل به سنة 2017 وهو يثير غضب سكان مدينة البوغاز، إلا أن رئيس المجلس الجماعي، البشير العبدلاوي، كان يتعلل بعدم وجود حكم نهائي يقضي بمنعه. وبتاريخ 8 فبراير 2021 أصدرت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط حكما قطعيا بتأييد الحكم الابتدائي الصادر لفائدة جمعية صناع الفنائق بطنجة بتاريخ 5 مارس 2019، والقاضي بإلغاء القرار الإداري الصادر عن المجلس الجماعي لطنجة في الشق المتعلق بالسماح بعقل السيارات وتثبيتها بوضع المكبش على عجلاتها لمنعها من الحركة عند عدم أداء أصحابها التسعيرة المحددة مقابل الوقوف، وفق ما ورد في نص الحكم. رغم أن هذا الحكم هو الأكثر حسما، بحكم منعه لإجراء عقل السيارات بصفة عامة وليس فقط لفائدة شخص مادي أو معنوي معين، إلا أنه ليس الحكم الأول، فبتاريخ 10 دجنبر 2020 أصدرت محكمة الاستئناف الإدارية بالرباط تأييدا لحكم ابتدائي صادر بتاريخ 15 أبريل 2019 يقضي بأداء شركة "صوماجيك باركينغ" تعويضا لفائدة المحامي بهيأة طنجة، عمر بنعجيبة، قيمته 20 ألف درهم، وذلك بسبب عقل سيارته بواسطة "الصابو". ومنذ حصولها على عقد امتياز لتدبير المواقف تحت الأرضية، والذي يشمل أيضا مواقف السيارات بالشارع العام في العديد من مناطق مدينة طنجة، أصبحت "صوماجيك باركينغ" واحدة من أكثر المؤسسات المغضوب عليها بسبب لجوئها إلى عقل السيارات بواسطة "الصابو" في حال عدم قيام أصحابها باقتناء تذكرة الوقوف مسبقا، وهو الإجراء الذي لا يكلف المعنيين بالأمر غرامة قيمتها 50 درهكما فقط، بل أيضا العديد من المشاكل الناتجة عن الصدام مع أعوان الشركة. وتتفاقم المشكلة بسبب إصرار الشركة على توظيف من يوصفون ب"البلطجية" وهو أشخاص من ذوي الميول أو السوابق الإجرامية، بعضهم يحملون أسلحة بيضاء أو هراوات، وتضعهم الشركة في مواجهة أصحاب السيارات الرافضين لأداء واجبات الركن، لكنهم في العديد من الحالات لا يكتفون بتوجيه الشتائم للمعنيين بل قد يتجاوزون ذلك للاعتداء عليهم جسديا، وسبق لهم أن قاموا بتشويه وجوه مواطنين في وقائع تلتزم جماعة طنجة الصمت حيالها.