أعلنت حكومة سبتةالمحتلة، أمس الإثنين، عن الإطاحة بشبكة إجرامية كانت تتخصص في تهريب المخدرات بين المغرب وسبتة منذ أزيد من عام، بالاستعانة بطائرات "الدرون"، وذلك بعد عدة تحقيقات جرت حولها بتنسيق بين الشرطة والحرس المدني الإسبانيين. ووفق التفاصيل التي تم الكشف عنها من طرف وسائل الإعلام المحلية، فإن التحقيقات المتواصلة من طرف الشرطة والحرس المدني، أدت أخيرا إلى اعتقال 4 أشخاص في مدينة سبتة، كانوا هم من يقفون وراء عمليات تهريب المخدرات بين سبتة والمغرب لعدة شهور، خاصة في فترة الحجر الصحي المرتبط بفيروس كورونا. وحسب المعطيات المُعلن عنها، فإن عملية الإطاحة بهذه المافيا أدت إلى حجز 7 طائرات "درون"، 4 منها طائرات من النوع النصف الصناعي التي تصل قدراتها على حمل ما بين 4 كيلوغرامات إلى 25 كيلوغرام والطيران بها بسهولة، و3 منها طائرات درون من النوع التجاري، التي تتخصص في حمولات صغيرة. وكانت الشبكة الإجرامية التي تستعين بهذه الطائرات لتهريب المخدرات، كانت تعمل على تهريب الأقراص المخدرة إلى المغرب انطلاقا من سبتة، ثم تُهريب مخدر الحشيش من المغرب إلى مدينة سبتة، وقد تمكنت المصالح الأمنية الإسبانية من حجز كميات مهمة من المخدرات في عمليات متفرقة خلال التحقيقات التي كانت جارية بشأن هذه الشبكة. وأضافت المعطيات المتوفرة، أن هذه الشبكة كانت تنشط انطلاقا من حي البرنسيبي الذي يُعتبر من الأحياء الهامشية في سبتة ويقع على مقربة من الحدود مع المغرب، وهو ما كان يسهل على أفراد الشبكة المُطاح بها تهريب المخدرات بالاستعانة بطائرات الدرون، نظرا لقرب المسافة من المدن المغربية المجاورة، وعلى رأسها مدينة الفنيدق. وكشفت التحقيقات أن زعيم هذه الشبكة، كان قد تعرض للاغتيال في مدينة سبتة في فترة سابقة، وقد أدى ذلك إلى حدوث تحول في تنظيم عناصر الشبكة الإجرامية، قبل أن تؤدي التحقيقات إلى الإطاحة بهم جميعا ووضعهم رهن الحراسة النظرية لبدء التحقيقات معهم. ومن المتوقع أن يتم تقديم الموقوفين الأربعة إلى القضاء في سبتة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد جمع كافة المعطيات والدلائل التي تدينهم، خاصة أن التحقيقات أدت إلى حجز العديد من الأدوات والأسلحة التي كانت بحوزة عناصر الشبكة، من بينها بندقية. هذا وتجدر الإشارة إلى أن إغلاق معبر باب سبتةالمحتلة وفرض إجراءات الحجر الصحي في كل من المغرب وسبتة، أدى إلى تراجع محاولات تهريب المخدرات بالطرق التقليدية، وهو ما دفع إلى ظهور شبكة إجرامية جديدة متخصصة في تهريب المخدرات بالاستعانة بطائرات الدرون التي يصعب تعقبها أو معرفة مصدرها.