علم من مصادر جيدة الإطلاع، أن حالة من الاستنفار الأمني الغير معهودة، تسود منذ أكثر من شهر، بين صفوف مصالح الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والسلطة المحلية لدى عمالة المضيقالفنيدق، بسبب لجوء شبكات التهريب الدولي للمخدرات المتواجدة بسبتةالمحتلة، إلى نقل المخدرات بواسطة طائرات "الدرون" المسيرة عن بعد . وذكرت المصادر ذاتها، أنه ومنذ إغلاق الحدود ومعبر "تاراخال" شهر مارس المنصرم، لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، وتعزيز المراقبة الأمنية بالتخوم البرية والبحرية، الأمر الذي أدى إلى تشديد الخناق على مافيا التهريب الدولي للمخدرات والاتجار بالبشر بين ضفتي المتوسط، عملت هذه الشبكات إلى اللجوء مؤخرا، إلى الاستعانة بهذه الطائرات الصغيرة بدون طيار لتهريب المخدرات بين سبتةوالفنيدق . وأكدت المصادر نفسها، أن هذه العصابات الإجرامية المنظمة تتوفر على معدات تقتية ولوجيستيكية متطورة في مجال الطيران الموجه والاتصالات اللاسلكية وأجهزة تتبع مسارات تلك الطائرات في الجو، وتحديد الاحداثيات والأهداف ومواقع نزولها على اليابسة بكل دقة عبر الاقمار الاصطناعية وأجهزة تحديد المواقع GPS، لنقل الأقراص المهلوسة "القرقوبي" من سبتة نحو الفنيدق، أو نقل مخدر الشيرا من الفنيدق في اتجاه سبتة في رحلات معاكسة. وأوضحت مصادر الموقع، أن باستطاعة هذه الطائرات المسيرة عن بعد، أن تحمل شحنات هامة من المخدرات يتراوح وزنها ما بين 8 ، و10 كيلوغرامات في الرحلة الواحدة، وكمية هامة من الأقراص المخدرة، كما أنها يمكن أن تقوم بستة أو ثمانية رحلات في اليوم، وذلك حسب الحالة الجوية، كونها لا تقوى على مواجهة الرياح والجو السيئ. كما أظهرت المعطيات المتوفرة، أن هذه الشبكات تعمل بشكل "مافيوزي" احترافي، لكونها تستخدم معدات الكترونية وتقنية متطورة قادرة على تفادي التشويش على تلك الطائرات من قبل الرادار وأجهزة الرصد، وتدمير ذاكرة القرص الصلب الذي يُتَحكم به في تلك الدرونات وتخريب الأدلة الجنائية مباشرة بعد اكتشافها أو إسقاطها وحجزها، وذلك لتفادي وصول المصالح الأمنية سواء بسبتة أو بالفنيدق إلى الجهات التي تقف وراء عمليات التهريب وأماكن التحكم فيها عن بعد السرية داخل سبتةالمحتلة. وكانت دورية تابعة للقوات المسلحة الملكية المرابطة بجماعة بليونش التابعة لعمالة المضيقالفنيدق، قد تمكنت أثناء حملة مراقبة روتينية بالمنطقة بحر الأسبوع المنصرم، من العثور على طائرة "درون"، مشبوهة متحكم فيها عن بعد تتوفر على أربعة أجنحة، ضواحي دوار وادي الضاويات، ليتم تسليمها إلى مصالح الدرك الملكي التي فتحت بحثا قضائيا عاجلا في الموضوع، بتعليمات من النيابة العامة المختصة. وبعد تمشيط محيط نقطة العثور على الدرون، ضبطت فرقة الدرك الملكي مستعينة بالكلاب المدربة، كمية من المخدرات كانت مخبأة بعناية فائقة تحت الأعشاب، بعد دسها في كيس للتمويه. وأجرت عناصر الفرقة التقنية التابعة للدرك الملكي، مختلف عمليات التصوير ورصد الآثار الجنائية وضمنها البصمات وكل الأدلة المفيدة في البحث قصد الاهتداء إلى أفراد الشبكة المتورطة في عمليات تهريب شحنات المخدرات جوا، سواء العاملة منها في التراب المغربي، أو المستقبلة لشحنات المخدرات بالنفوذ الأمني الإسباني . وعقب ذلك تم نقل الطائرة إلى مصلحة الدرك الملكي بالفنيدق، قصد استكمال الأبحاث المنجزة، بينما نقلت المخدرات المحجوزة إلى المنطقة الجمركية بتطوان. وحيرت الطائرة بدون طيار المحجوزة مختلف الأجهزة الأمنية، سيما أن عمليات متكررة شهدتها المنطقة نفسها، إذ سبق في مطلع شهر نونبر الماضي، وأن أوقفت مصالح الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن تطوان متهمين اثنين، لتورطهما في تهريب شحنات من المخدرات بواسطة طائرة "الدرون"، إثر عملية إيقاف تمت قرب المطرح البلدي للنفايات بالفنيدق، والمتواجد بدوار بني مزالة بمنطقة بليونش الحدودية مع سبتةالمحتلة، إذ استغل المتهمان المكان المعزول والبعيد عن أعين السلطات، لتنفيذ عمليات تهريب المخدرات جوا إلى الثغر المحتل عبر "درون" متحكم فيها عن بعد، حيث انكرا في محضر الاستماع إليهما معرفتهما بالجهة المستقبلة للمخدرات، وهوية أصحاب الطائرة ، مؤكدين بأن الاتصال مع المهربين الاسبان كان هاتفيا فقط، ولم يكن بطريقة مباشرة، ليتم إيداعهما السجن المحلي بتطوان، قيد التحقيق. من جانبه، كان الحرس المدني الإسباني، قد رصد ليلة الأربعاء، 30 أكتوبر الماضي، طائرة صغيرة بدون طيار "درون" المخصصة غالبا للتصوير الجوي، وعمل على حجزها، وبعد البحث في ذاكرتها، إتضح أنها نجحت في تهريب كمية هامة من مخدر الشيرا "الحشيش" ، عبر مراحل متفرقة. وحطت الطائرة في منطقة غارسيا ألديف غير المأهولة بالسكان، حيث عثر على المخدرات بعبوة معلقة بالجزء السفلي للدرون، اعقبتها حملة اعتقالات واسعة بالمنطقة، فيما تركزت الأبحاث الأمنية والتحقيقات القضائية، على معرفة المسار الذي سلكته طائرة الدرون، قبل وصولها لقلب المدينة.