في سيناريو أقرب إلى "اللعنة" التي تتحدث عنها الروايات الخيالية، وجد المغرب نفسه اليوم الخميس أمام تحد جديد بخصوص "مهمة" جلب أولى جرعات لقاح كورونا إلى المملكة، إذ في الوقت الذي أُعلن فيه عن توجه طائرة تابعة للخطوط الملكية المغربية إلى الهند من أجل نقل أولى شحنات تطعيم "أسترازينيكا"، أعلنت وسائل إعلام محلية أن المصانع المكلفة بالإنتاج تعرضت لحريق. وصباح اليوم قالت الصفحة غير الرسمية للقوات المسلحة الملكية إن طائرة "دريملاينر" تابعة للخطوط المغربية ستتوجه في رحلة خاصة من مطار محمد الخامس في الدارالبيضاء إلى مطار مومباي الدولي، وهدف الرحلة هو جلب أولى جرعات لقاح "كوفيد 19"، وحسب مواعيد الطيران المعلن عنها من طرف الشركة، ينتظر أن تقلع الطائرة الأراضي المغربية في تمام الساعة الثالثة و25 دقيقة من بعد ظهر اليوم، على أن تعود إذا في الواحدة و40 دقيقة زوالا. وتزامنا مع ذلك نشرت قنوات ومواقع هندية صورا تظهر أعمدة الدخان وهي تتصاعد من أحد مباني معهد "سيروم" في الهند حيث يتم تصنيع لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، ووفق تقارير إعلامية دولية فإن الأمر يتعلق بحادث شهده مصنع في طور البناء كان يجري إعداده لتصنيع جرعات اللقاح الموجهة للتصدير، ورغم أن المسؤولين الهنود أو مسؤولي الشركة البريطانية الأم لم يتحدثوا عن حجم الخسائر، إلا أن وكالة "فرانس بريس" قالت إن إنتاج الجرعات لن يتأثر". وفي الأصل كان لقاح "أسترازينيكا" هو ثاني تطعيم سيدخل المغرب بعد نظيره الصيني "سينوفارم" الذي اتفق المغرب مع مصنعيه على استيراده في شهر دجنبر وفق اتفاق جمعهما في شهر غشت من العام الماضي، إلا أن تأخر وصول هذا الأخير، والذي تتكتم وزارة الصحة المغربية على أسبابه الحقيقية، دفعها إلى التعجيل بجلب شحنات اللقاح البريطاني وذلك بعدما أعلنت تسليمه الترخيص المؤقت في 7 يناير الجاري. إلا أن وصول هذا اللقاح تأخر بدوره دون أن تفسر وزارة الصحة أسباب ذلك، غير أن تقارير محلية ودولية ربطت الأمر بتراجع الهند عن تسليم الشحنات في موعدها نتيجة شروع البلاد في حملة تطعيم مكثفة تستهدف 300 مليون مواطن من أصل مليار و300 يقطنون في البلاد، وهو ما يفسر التضارب في تحديد مواعيد وصوله بين اللجنة العلمية المغربية للقاح التي أكدت قبل أسبوع، عبر الدكتور سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن أولى الجرعات ستصل هذا الأسبوع، وبين وزير الصحة خالد آيت الطالب الذي نفى وجود أي موعد محدد لوصولها.