كشف استفتاء قامت به شركة "SocioMetrica" لصالح صحيفة "الإسبانيول" الإلكترونية الإسبانية، أن 73 بالمائة من المواطنين الإسبان ممن شاركوا في الاستفتاء يعتقدون أن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين تحتاجان لدفاع أقوى من إسبانيا ضد "التهجمات" المغربية. ووفق الإسبانيول التي نشرت إحصائيات هذا الاستفتاء، فإن 73 بالمائة من المشاركين فيه من المواطنين الإسبان أجابوا بنعم على سؤال "هل يجب أن تدافع إسبانيا بقوة أكبر على سبتة ومليلية في مواجهة المغرب؟" في حين أن 18,9 بالمائة فقط من المشاركين أجابوا ب"لا". ويأتي هذا الاستفتاء التي أجرته صحيفة الإسبانيول بشراكة مع سوسيو ميتريكا، عقب التصريح المثير للجدل الذي أدلى به رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني في حوار تلفزي منذ أسبوعين، عندما قال بأن مدينتي سبتة ومليلية هما مدينتان مغربيتان على غرار الصحراء المغربية، الأمر الذي أثار جدلا كبيرا في إسبانيا وأغضب الطبقة السياسية والشعبية معا. نتائج استطلاع صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية وبخصوص ردود الأحزاب السياسية الإسبانية على السؤال المذكور، فإن غالبية المنتمين إلى الحزب الاشتراكي، وحزب فوكس، وحزب المواطنون، أجابوا بنعم، في حين أن 53,6 بالمائة من المنتمين لحزب الاشتراكي العمالي أجابوا بنعم، بينما المنتمون لحزب "بوديموس" 40,2 بالمائة فقط هم من أجابوا بنعم، في حين أكثر من 47 بالمائة منهم أجابوا بلا، وبالتالي فإن حزب بوديموس هو الحزب الوحيد الذي لا يرى أي داع لتقوية إسبانيا دفاعها عن سبتة ومليلية. وتضمن الاستفتاء سؤالا أخر موجها للمواطنين الإسبان والمنتمين للأحزاب السياسية الإسبانية، وهو سؤال "هل يشكل المغرب أي تهديد على سيادة إسبانيا على كل من سبتة ومليلية؟"، فأجاب 63,1 بالمائة من المشاركين الإسبان بنعم، كما أجاب بنفس الجواب المنتمون للأحزاب السياسية، فوكس، والمواطنون، والحزب الشعبي بغالبية المشاركين، في حين كانت النسبة عند بوديموس 47,9 بالمائة ممن أجابوا بنعم و44,8 بالمائة أجابوا بلا. وفي هذا السياق، فإن الحزب الحاكم، الحزب العمالي الشعبي، أجاب 51,5 بالمائة من مشاركيه بلا، أي أن المغرب لا يشكل أي تهديد على السيادة الإسبانية على كل من سبتة ومليلية، في حين 41,8 بالمائة من المنتمين له يرون أن هناك تهديد للمغرب على السيادة الإسبانية على المدينتين المحتلتين. هذا وتجدر الإشارة إلى أنه في كل مرة يخرج مسؤول مغربي بتصريح حول المدينتين، تعود الأصوات المتطرفة في إسبانيا والمعادية للمغرب، لإطلاق تصريحاتها المعتادة حول سيادة إسبانيا على سبتة ومليلية، وأنهما مدينتان تخضعان لإسبانيا حتى قبل إنشاء الدولة المغربية الحالية بقيادة الملوك العلويين. وحسب عدد من المؤرخين، يرون أن إسبانيا، أو الإسبان الذي يطلقون هذه الادعاءات، لا يعرفون خصوصية التاريخ المغربي، خاصة الدول التي تعاقبت على حكمه، حيث يرى المؤرخون أنها كلها دول مغربية بأسماء مختلفة، وبالتالي فإن سقوط سبتة قبل تولي العلويين للحكم في المغرب لا ينفي انتمائها للمغرب، إضافة إلى العامل الجغرافي الذي يثبت ذلك.