يبدو أن نفس سيناريو الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، مع المرض، وغيابه عن قصر "المُرادية" في الجزائر لِمُدد طويلة قضاها في العلاج بسويسرا، سيكون مشابها للرئيس الحالي عبد المجيد تبون الذي يعاني من مرض لم يتم الإفصاح عنه، جعله يغيب عن تدبير الأعمال اليومية للرئاسة في الجزائر لأزيد من شهرين قضاها في ألمانيا للعلاج من مرض لا أحد يَعرف مَاهِيّته. في هذا السياق، كشفت صحيفة "الخبر" الجزائرية، أن الرئيس عبد المجيد تبون، "سيعود قريبا إلى ألمانيا لمتابعة العلاج أو إجراء عملية جراحية طفيفة على مستوى الرجل إن استدعى الأمر ذلك". وحسب ذات المصدر، فإن "الجبيرة التي وضعها الطاقم الطبي الألماني على مستوى رجل الرئيس عبد المجيد تبون كانت بسبب تبعات إصابته بفيروس كورونا". وهي "الجبيرة" التي أثارت الكثير من الجدل عن سبب إصابة الرئيس الجزائري في قدمه وتجبيرها، مع أن الرئاسة الجزائرية أعلنت أنه مصاب ويتعالج من فيروس "كوفيد19". وأضافت الصحيفة الجزائرية إلى أنّ "رئيس الجمهورية سيعود إلى ألمانيا لعلاج قدمه أو إجراء عملية جراحية بسيطة". مشيرة إلى أنه كان من المفروض أن يزاول رئيس الجمهورية هذا العلاج مع نهاية فترة نقاهته، غير أنه تم تأجيل ذلك لضرورة عودته للجزائر لمعالجة بعض الملفات المستعجلة من بينها التوقيع على قانون المالية 2021. وتعاني الجزائر من "مرض الرؤساء" خلال العقدين الماضيين، حيث قضى الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة آخر سنواته الأربع بين مستشفيات سويسرا مريضا، وكان يحكم البلاد وهو على مقعد على كرسي متحرك، وفي الكثير من الأحايين بدون وعي كامل، حيث عاشت الجزائر فراغا قاتلا في السلطة التي كان يديرها فعليا جنرالات الجيش على عهد رئيس الأركان السابق، قايد صالح، وهو نفس السيناريو الذي يتكرر حاليا، مع الغياب المستمر للرئيس الحالي عبد المجيد تبون عن تدبير أمور البلاد، حيث يقوم رئيس أركان الجيش، السعيد شنقريحة، بدور الحاكم الفعلي للجزائر، ليؤكد استمرار الجيش في لعب الدور المحوري في هرم السلطة في الجزائر.