تقف جزر الكناري على حافة أزمة غير مسبوقة في تاريخها بسبب طوفان المهاجرين غير النظاميين الذي اجتاحها خلال الأسابيع الماضية انطلاقا من الأقاليم الجنوبية للمغرب ومن سواحل موريتانيا والسينغال، الأمر الذي بدا واضحا من خلال كلمة النائبة البرلمانية الممثلة للإقليم في مجلس النواب الإسباني، أنا ماريا أوراماس، خلال جلسة أمس الأربعاء، والتي لوحت بورقة "الانفصال" أو "اللجوء للمغرب" في وجه الحكومة المركزية. وتحدثت أوراماس، البرلمانية عن "تحالف الكناري" عن معاناة الأرخبيل الإسباني من أزمة اقتصادية كبيرة أدت إلى انهيار خدمات التوظيف وتسببت في عطالة 62 في المائة من شباب الإقليم وفقدان نصف القوة العاملة لوظائفها، قبل أن تنضاف إليها مشكلة الهجرة غير النظامية حيث صارت تستقبل 17 ألف مهاجر إفريقي، موجهة انتقاداتها إلى وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا الذي اتهمته بالتسبب في "مأساة إنسانية" بسبب عدم قدرته على التعامل مع طوفان المهاجرين. كلمة النائبة البرلمانية الممثلة للإقليم في مجلس النواب الإسباني وأمام رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، خاطبت البرلمانية القادمة من الكناري وزير الداخلية قائلة "ليست لدينا طاقة استقبال كافية، ولا يوجد لدينا عمل أو طعام، هل نحن جزء من إسبانيا؟ هل نحن جزء من أوروبا؟ أم أنه يجب أن يكون لجزر الكناري حزب مؤيد للانفصال حتى تهتم به الحكومة؟"، وأضافت "هل يتعين علينا اللجوء إلى الاتحاد الإفريقي أو إلى المغرب أو إلى الجزائر أو إلى موريتانيا لإيجاد حل لهذه لمأساة الإنسانية والاجتماعية؟". البرلمانية التي وصفت ما يعيشه الإقليم ب"اليوم الأسود"، خلصت إلى أن جزر الكناري أضحت "شبيهة ببرميل بارود أو بركان"، قائلة إنه أصبح من الضروري أن يجتمع رئيس الحكومة الإسبانية بالوزراء المعنيين عاجلا للخروج بقرارات تنقذ الأرخبيل، قبل أن تختم كلامها بدعوة وزير الداخلية إلى الاستقالة، الأمر الذي استقبله الحزب الشعبي اليميني الذي يتزعم المعارضة وبرلمانيون آخرون بوابل من التصفيق. وتعاني جزر الكناري من تدفق كبير للمهاجرين من السواحل الجنوبية المغربية منذ حديث رئيس حكومتها الإقليمية عن كون قرار الرباط إتمام ترسيم حدودها البحرية يدخل في نطاق "طموحاتها التوسعية" متعهدا بالتصدي لها، قبل أن يجد هذا الأخير نفسه في ورطة بعدما خففت السلطات المغربية رقابتها المشددة على قوارب الهجرة السرية، الشيء الذي دفعه إلى جانب وزير الداخلية إلى إعلان رغبتهما في زيارة المغرب قريبا من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة.