بث التلفزيون الجزائري الرسمي، صباح اليوم، الأحد، روبرتاجا خاصا عن الجيش مع كلمة مطولة لرئيس الأركان سعيد شنقريحة، قالت جريدة "الشروق" إنه جاء "تزامنا مع أحداث الكركرات"، وتدخل الجيش المغربي لفتح المعبر نحو موريتانيا والدول الإفريقية. وعرض التلفزيون الجزائري هذا الروبرتاج تحت عنوان "إلا الجزائر"، شمل اسعراضا لبعض مناورات الجيش الجزائري، لصواريخ "اسكندر أي" الباليستية، ضمن مناورات عسكرية قام بها الجيش، هذا في الوقت الذي عرضت قناة "EL Bilad TV" مقتطفات من تصريحات رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بالنيابة، سعيد شنقريحة، يحث فيها ضباط الجيش ب"الاستعداد للعدو الكلاسيكي" في إشارة إلى المملكة المغربية، مشيرا إلى أن الجزائر هي أقوى دولة في المنطقة. وحاولت وسائل الإعلام الجزآئرية طيلة الثلاثة أيام الماضية رسم المغرب على أنه "عدو مُعتدٍ ومحتل للأراضي الصحراوية" كما عمدت أغلب القنوات الخاصة، والعمومية، وكذا الصحف والمواقع إلى تغذية الرأي العام الجزائري على أن هناك عدو يُهدد الجزائر مُمَثلا في المملكة المغربية. ومنحت وسائل الإعلام في الجزائر مساحات واسعة، طيلة صباح اليوم الأحد، لعرض مقاطع لمناورات الجيش الجزائري، ونوعية الأسلحة التي يتوفر عليها، وكذا إعادة بث تصريحات لرئيس الأركان بالنيابة، سعيد شنقريحة الذي تحدث فيها بانفعال زائد عن أن الجزائر أقوى دولة في المنطقة وعلى ضباط جيشه الاستعداد ل"العدو الكلاسيكي". وسبق لرئيس أركان الجيش الجزائري، سعيد شنقريحة، أن وصف المغرب ب"العدو" عندما كان يتولى قيادة القوات البرية سنة 2016. وفي تسجيل صوتي نشرته قناة "البلاد الجزائرية" خلال المناورات التي أجريت تحت إشراف أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش حينها، بمنطقة تندوف العسكرية، وصف شنقريحة المغرب بأنه "عدو الصحراويين" والجزائر". متداول| تسجيل صوتي لرئيس أركان الجيش بالنيابة اللواء السعيد شنقريحة pic.twitter.com/WTUefPtPMz — EL BILAD - البلاد (@El_Bilade) December 23, 2019 وأضاف في التسجيل الذي أصبح متداولا، بأن "أرض الصحراء مغتصبة بدون وجه حق من قبل المستبد المغربي المحتل". ولا يبدو أن العداء الجزائري اتجاه المغرب سيتوقف، أو سيزول مع مرور السنوات لأنه أصبح عقيدة تابثة للنظام الجزائري وجنرالات الجيش. وكان الديبلوماسي الجزائري السابق، محمد العربي زيتوت، قد أكد في حوار أمس، مع صحيفة "عربي21" اللندنية، أن جبهة البوليساريو الانفصالية "ما كانت أن تقدم على أي خطوة في خلافها مع المغرب من دون موافقة من الجنرالات في الجزائر". وأشار في نفس الحوار أن "النظام الجزائري يحتاج إلى عدو خارجي، خصوصا في هذه الظروف، ولكنه قد يحدث له ما حدث لجنرالات الأرجنتين، في 1982، عندما ظنوا أن محاولة استرجاعهم لجزر المالوين التي كانت تتبع لبريطانيا، قد يجمع حولهم الشعب الأرجنتيني فإذا بهم يخسرون الحرب، وبذلك انهارت الطغمة الأرجنتينية فيما بعد 1982".