تتوالى إشارات "البوليساريو" التي تشي بأن القرار الجديد لمجلس الأمن بخصوص قضية الصحراء والمرتقب صدوره خلال الأسابيع القادمة، لن يعجب الجبهة الانفصالية خاصة فيما يتعلق بمهام بعثة "المينورسو"، وكانت آخر تلك الإشارات هجوم الأمين العام للجبهة، إبراهيم غالي، بشكل مباشر على الأممالمتحدة ومجلس الأمن اليوم الأربعاء. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن هجمة زعيم الجبهة الانفصالية على الأممالمتحدة يأتي في ظل استعداد الأخيرة لمناقشة متغيرات حاسمة بخصوص تعامل مجلس الأمن مع الأدوار الأممية في الصحراء، حيث يرجح أن يُحدث "تغييرات جذرية" في مهام بعثة المينورسو بما يسقط عمليا أي دور لها في دعم خيار الاستفتاء الذي تطرحه البوليساريو، إلى جانب إمكانية عدم تسمية أي مبعوث أممي جديد للمنطقة. وتتقاطع هذه المعطيات مع ما طرحه غالي أمام مجموعة من الدول الداعمة للبوليساريو خلال اجتماع عن بعد مع ممثليها في مجلس الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بجنيف، وعلى رأسها الجزائر وجنوب إفريقيا، حيث تحدث عن كون نشر عناصر بعثة "المينوروسو" منذ ما يقارب 30 سنة بالصحراء لم تؤد إلى تنظيم "استفتاء حول تقرير المصير". وحملت كلمة غالي، التي نقلتها وكالة الأنباء التابعة للبوليساريو، اتهامات مباشرة للأمم المتحدة ب"عدم الوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها عن السلم والأمن الدوليين على أساس عادل"، مضيفا أن مجلس الأمن تغيب عنه "الإرادة السياسية لتنظيم الاستفتاء"، كما تحدث عن أن المغرب "لا يتعاون بشكل إيجابي مع الضمانات التي قدمتها الجبهة". وفي إشارة جديدة إلى إمكانية العودة إلى الخيار العسكري، أورد زعيم الانفصاليين أن البوليساريو "ستراجع مشاركتها في العملية السياسية بشكلها الحالي"، مشيرا إلى أن الدافع إلى ذلك هو كون بعثة الأممالمتحدة "منحازة" للمغرب، كون أن مأموريتها الأصلية، على حد وصفه، هي "تنظيم استفتاء تقرير المصير"، خالصا إلى أن قيادة الجبهة "بصدد اتخاذ الخطوات المناسبة لترجمة هذا الموقف على أرض الواقع". وتستعد الدبلوماسية المغربية لدخول جولة جديدة من المواجهة مع جبهة الجبهة البوليساريو والجزائر داخل أروقة الأممالمتحدة، وذلك من خلال الإحاطة الدورية للأمين العام للمنظمة الأممية أمام أعضاء مجلس الأمن والتي ستناقش مسألة تمديد تواجد عناصر "المينورسو" في الصحراء وكذا صلاحيات البعثة ومهامها.