لا زال نقاش الدول العربية التي ستلي الإمارات العربية المتحدة في عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل يطغى على المنابر الأمريكية الكبرى، التي تضع في صدارة قائمة اهتماماتها المغرب باعتبار "الوضع الخاص" الذي تعرفه علاقاته بالدولة العبرية والتي تجعله مختلفا عن باقي بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو الاستنتاج الذي وصلت إليه صحيفة "لوس أنجلوس تايمز". واستبعدت الصحيفة أن يوافق المغرب على بناء علاقات دبلوماسية علنية مع تل أبيب، متوقعة أن يسير على نهج المملكة العربية السعودية المتمثل في عدم الاعتراف بإسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، في إشارة إلى موقف الرياض المعبر عنه رسميا والذي يشترط إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، قبل بدء مباحثات التطبيع مع الإسرائيليين. لكن التقرير الذي خصصته الصحيفة الأمريكية لاستقراء إمكانية لحاق مجموعة من الدول العربية بالإمارات في عملية التطبيع مع إسرائيل، والذي استبق زيارة غير مؤكدة لجاريد كوشنير، صهر وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة، وصف المغرب بأنه يمثل "حالة فريدة، بحيث لديه علاقات هادئة ومتسامحة مع الإسرائيليين"، بالإضافة إلى وجود ما وصفتها ب"الروابط الثقافية" وكذا خطوط السفر بين البلدين التي قالت إنها تتم بشكل "سري". وتشير "لوس أنجلوس تايمز" إلى أن من أبرز أسباب هذا الوضع هو العدد الكبير من اليهود المغاربة في إسرائيل، حيث يشكلون "ثاني أكبر عدد من المهاجرين بعد الروس"، وهو استنتاج يتقاطع مع دوافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يرغب في تحقيق ضربة سياسية من خلال لقاء الملك محمد السادس علنا قبيل انتخابات الكنيسيت قبل أشهر. وفي دجنبر من العام الماضي حاول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إقناع الملك بعقد لقاء مع نتنياهو خلال زيارة الأول للرباط لأول مرة منذ تقلده منصبه، حيث كان رئيس الوزراء الإسرائيلي موجودا في لشبونة البرتغالية القريبة من المملكة، في محاولة من هذا الأخير فتح ملف التطبيع مع العاهل المغربي لكسب ود الناخبين من اليهود المغاربة، لكن هذه الخطوة انتهت بإلغاء الملك لقاءه ببومبيو نفسه.