"إسبانيا حلم واللعب لمنتخبها خيار شخصي مقتنع به وسعيد لأجله". كلمات نابعة من حماسة شاب لم يكن يتوقع أنه سيقع ضحية اختياره حمل الصفة "الدولية" مع منتخب "لاروخا"، لتتغير قناعاته بعد أن اشتد عوده ونفره موطن النشأة، إذ أعلن منير الحدادي للعالم أنi لن يلتحف بعد زلة البدايات سوى ألوان وطن الأجداد. في لحظة تتويج فريق إشبيلية الإسباني بلقبه السادس على مستوى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروباليغ"، فاجأ الحدادي الجميع بحمله العلم المغربي إلى جانب مواطنيه ياسين بونو ويوسف النصيري، في لحظة تعلق بالوطن، موجها في الآن ذاته رسالة غير مشفرة للقائمين على الشأن المروي الوطني، على أن ابن مدرسة "لاماسيا"، يرغب في سن الرابعة والعشرين، أن يرافق زميلاه في النادي "الأندلسي" من أجل مغامرة جديدة مع "الأسود". اللاعب منير الحدادي الذي اقحم في صراع مغربي/إسباني وهو لايكاد يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، حين أقحمه الناخب الوطني الإسباني فيسنتي ديل بوسكي لدقائق معدودة في إحدى مباريات منتخب "لاروخا"، راسما أمامه أحلام وردية تحولت إلى كابوس رافق اللاعب لسنوات، عاد ليطالب ب"حقه" في اللعب لمنتخب بلاده الأم. بارقة الأمل في ظلمة نفق "منير"، حملها الاتحاد الدولي لكرة القدم في توصيات مجلسه، حيث من المنتظر أن تصادق الجمعية العمومية ل"فيفا" في 18 شتنبر المقبل، على قرار في صالح اللاعبين "مزدوجي الجنسية" ممن حكمت عليهم المشاركة لبضع دقائق مع منتخبات بلد نشأتهم من حمل الجواز الرياضي لوطن الجذور، وهو ما ينطبق على حال مهاجم إشبيلية، الذي ضاق ذرعا من انتظار تسوية مشكله القائم منذ مباراته الشهيرة أمام مقدونيا، في شتنبر 2014، برسم تصفيات "يورو2016". جدير بالذكر أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حاولت قبل سنتين، تسوية مشكل الحدادي من أجل إمكانية حمل قميص "الأسود" في نهائيات كأس العالم بروسيا، حيث لجأت إلى محكمة التحكيم الرياضية من أجل المطالبة بجواز سفره الرياضي أو تعديل بعض البنود في القانون الذي يحول دون إمكانية اللاعب في الدفاع عن القميص الوطني، إلا أن الهيئة السويسرية "علقت" الملف.