لازالت قضية مصرع الشاب المغربي إلياس الطاهري في مركز لإيواء القاصرين في مدينة ألميريا الإسبانية، التي تفجرت مؤخرا بعد نشر صحيفة "إلباييس" فيديو عملية التقييد التي تعرض لها والتي يُعتقد أنها سبب وفاته، تثير الكثير من الأصداء في الأوساط الحقوقية في شبه الجزيرة الإيبيرية. وحسب صحيفة "إنترناشيونال بيزنيز تايمز" العالمية، فإن عدد من الجمعيات الحقوقية، وعلى رأسها منظمة الأندلس لحقوق الإنسان الإسبانية، طالبت بضرورة إنهاء استعمال "بروتوكول التقييد" في مراكز الإيواء الإسبانية، نظرا لما يسببه من إصابات للقاصرين والشباب الذين يتعرضون له، ويتسبب في الوفاة أيضا. ووفق ذات المصدر الحقوقي، فإن جميع المراكز الإسبانية تستعمل هذا البرتوكول، الذي يعتمد على تدخل عدد من الحراس دفعة واحدة لشل وتقييد حركة الأشخاص الذين يشكلون خطرا أو يثيرون الشغب داخل المراكز ومؤسسات الإيواء، ويبدو أن هذا البرتوكول هو نفسه قد استُعمل مع الشاب المغربي إلياس الطاهري العام الماضي في مركز الإيواء بألميريا وادى إلى مصرعه. وأشار المصدر الإعلامي المذكور، نقلا عن المنظمة الإسبانية لحقوق الإنسان، أن الفيديو الذي نشرته صحيفة إلباييس والذي يظهر فيه قيام عدد من الحراس في مركز إيواء القاصرين بألميريا بتكبيل وتقييد حركة الشاب المغربي إلياس والضغط على رقبته، هو استعمال مفرط وغير قانوني للبرتوكول، وهو ما أدى لا محالة إلى مصرع الشاب المغربي. وحسب الصحيفة الناشرة للتقرير، فإن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها في إسبانيا، بل توفي اثنان أخران، أحدهما كان نزيلا في مركز إيواء القاصرين في مدينة مليلية المحتلة، والثاني كان نزيلا في مركز بالعاصمة مدريد، بعد استعمال بروتوكول التقييد في حقهما من أجل إجبارهما على إيقاف عدوانيتهما. وطالبت منظمة الأندلس لحقوق الإنسان الإسبانية، بضرورة قيام الحكومة الإسبانية بتغيير القوانين في مراكز الإيواء، وإنهاء برتوكول التقييد، إذ لا يجب أن يموت أحد في إسبانيا بهذا البرتوكول، وفق تعبير أحد أعضاء المنظمة في حديث إعلامي. جدير بالذكر، أن قضية الشاب المغربي إلياس الطاهري، الذي توفي في يوليوز 2019 بمركز إيواء القاصرين في الميريا، عادت إلى التحقيق من جديد، بعدما قامت صحيفة إلباييس بنشر فيديو حصلت عليه، يُظهر قيام عدد من الحراس باستعمال مفرط للقوة لكبح الشاب إلياس، الأمر الذي أدى إلى مصرعه نتيجة ذلك. ويُطلق على الضحية الآن "فلويد المغربي" نظرا لمصرعه بذات الطريقة الذي توفي بها جورج فلويد الأمريكي في مدينة مينيابوليس بأمريكا منذ أسابيع ماضية، بعدما ضغط عليه أحد رجال الشرطة على رقبته، الأمر الذي فجر موجات احتجاجات عارمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأدت إلى محاسبة رجال الشرطة الذين تورطوا في مقتله قضائيا. وتماشيا مع تلك الموجة، ارتفعت أصوات منددة في إسبانيا بالحراس الذين ظهروا في الفيديو الخاص بالشاب المغربي إلياس الذي كان قد بلغ لتوه سن 18 بمركز الميريا، وطالبوا بإعادة فتح التحقيق في القضية ومحاسبة المتورطين في مصرعه، بعدما كان الملف قد أُغلق بدعوى أن الضحية فارق الحياة في حادث عرضي. وأمر المدعي العام بمحكمة بورشينا بألميريا، في الأيام الماضية، بإعادة فتح التحقيق في قضية مقتل الشاب المغربي إلياس الطاهري، وذلك بناء على طلب من أفراد أسرة الضحية، وفق ما أوردته صحيفة "إلكونفيدنسيال" الإسبانية. وحسب ذات المصدر، فإن المدعي العام أبرز عدد من الشكوك التي تحوم حول مصرع الشاب المغربي إلياس الطاهري، في يوليوز 2019 داخل مركز "تيراس دي أوريا" بمدينة ألميريا، المخصص لإيواء القاصرين غير المرفقين بآهاليهم. وأضاف المصدر الإعلامي في هذا السياق، أن المدعي العام يُشكك في التطبيق القانوني لبرتوكول التقييد الميكانيكي الذي استعمله الحراس لإيقاف الضحية، حيث تم إلقائه على بطنه ووجه إلى الأسفل، الأمر الذي يخالف القانون، وهو ما نتج عنه وفاة الضحية.