دخلت حكومة إقليم الأندلس على خط معاناة أكثر من 7000 سيدة من المهاجرات الموسميات العاملات في حقول الفراولة بجنوب إسبانيا، واللواتي وجدن أنفسهن عالقات هناك بعد انتهاء موسم الجني بسبب إغلاق المغرب لحدوده نتيجة تفشي فيروس كورونا، حيث عرض الإسبان التكفل بفحوصهن على أن تسمح لهن الرباط بالرجوع. وأعلن خوان مارين، نائب رئيس الحكومة الإقليمية بالأندلس، أن هذه الأخيرة فتحت باب التواصل مع سفارة الرباط في إسبانيا ومع الحكومة المغربية من أجل إيجاد حل لهذه المشكلة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، وهو النقاش الذي دخلت الحكومة المركزية أيضا كطرف فيه عن طريق وزير الفلاحة لويس بلاناس، حيث تقترح إسبانيا التكفل بفحوصات فيروس "كوفيد 19" لجميع العاملات المغربيات. ويأتي هذا القرار بناء على مراسلة تلقتها الحكومة الأندلسية من إحدى الجامعات المهنية الإسبانية، والتي نبهت إلى وضع العاملات الفلاحيات المغربيات اللواتي يتم استقدامهن إلى حقول منطقة هويلفا من أجل جمع الفراولة والتوت، وفق عقود يتم إبرامها مع الحكومة المغربية عن طريق وزارة الشغل والإدماج المهني، مبرزة أن 70 في المائة منهن يرغبن في العودة إلى ديارهن. والعاملات المغربيات اللواتي وجدن أنفسهن في مأزق جراء انتهاء عقودهن، كن قد انتقلن من المغرب إلى إسبانيا قبل إغلاق الحدود، وساعدن بشكل كبير على إنقاذ الموسم الفلاحي لحقول الفواكه الحمراء بإقليم الأندلس، والتي عانى أصحابها من نقص كبير في اليد العاملة واحتجاجات العمال الموسميين بالإضافة إلى الإجراءات المشددة التي فرضتها الحكومة نتيجة تفشي الوباء. والغريب في الأمر أنه في الوقت الذي يبحث فيه الإسبان عن حل لمشكلة العاملات المغربيات العالقات، لم يصدر بعد عن الحكومة المغربية أي توضيح بخصوص مصيرهن، على الرغم من أن وزارة الشغل والإدماج المهني كانت تصنف عقود العمل التي تشتغل بموجبها هؤلاء النسوة ضمن "إنجازاتها"، وفي نونبر الماضي كانت قد أعلنت أنها توصلت لاتفاق مع الإسبان لبعث أكثر من 16 ألف عاملة. وكان المغرب قد بدأ اليوم إجراء مواطنيه العالقين بالجزائر بعد عمليات مماثلة همت كلا من سبتة ومليلية المحتلتين، وتشير بعض المصادر إلى أن إسبانيا ستكون هي المحطة الموالية، لكن لا يُعلم ما إذا كانت الأولوية ستمنع لعاملات الفراولة، كما أن الوتيرة التي تسير بها العملية، والتي تقتصر على إعادة 300 عالق كل أسبوع، تشي بأن معانتهن ستطول في جميع الأحوال.