ترقب مشوب بالقلق ومخاوف من استمرار قرار إغلاق المغرب لحدوده البحرية والجوية يعكران راحة بال فئة عريضة من العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة بمقاطعة "ويلبا" بإسبانيا، ممن وجدن أنفسهن بين المطرقة والسندان إثر توقف معظمهن عن العمل بسبب انتهاء آجال عقود شغلهن وعدم إدراجهن ضمن لائحة العالقين بالخارج. سميرة، إحدى العاملات الموسميات بحقول الفراولة بمقاطعة "ويلبا"، قالت في تصريح لهسبريس إن "ما يقارب 7200 من العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة وجدن أنفسهن عالقات بعدما انتهى أجل عقود عملهن"، مشيرة إلى أن منهن من انتهى عقد عملهن في شهر ماي، وأخريات انتهى عقد عملهن في أواخر يونيو، "وبسبب إغلاق المغرب لحدوده، وجدنا أنفسنا في وضعية غير قانونية"، تضيف سميرة. وتابعت المتحدثة قائلة: "80% من العاملات الموسميات في حقول الفراولة توقفن عن العمل، وأثناء العمل كنّ يرسلن جزء مهما من مستحقاتهن إلى أسرهن"، وزادت: "ما تبقى لدينا ليس كافيا لتلبية جميع متطلباتنا إن طال هذا الوضع"، معتبرة أن "الأمر بات مقلقا، خاصة وأن الحكومة المغربية لم تخرج إلى الآن بأي تصريح رسمي بشأننا ولا بشأن موعد فتح الحدود"، وفق تعبيرها. وأوضحت سميرة أن "ما بين 100 و150 من العاملات الموسميات بحقول الفراولة تمت إعادتهن إلى المغرب، هن إما حوامل أو وضعن مولودهن حديثا"، مردفة: "رغم الظروف الصعبة التي نعيشها، يتجاهل المسؤولون معاناتنا في وقت لم تتأخر فيه الجمعيات المهنية الإسبانية عن ممارسة ضغط قوي للتوصل إلى حل لمشكلنا". من جانبها، طالبت رحمة، عاملة موسمية بحقول "ويلبا"، بإعادتها وزميلاتها إلى بلدهن وأسرهن، وإنهاء معاناتهن، معتبرة أن "مجيئنا إلى هذا البلد كان للعمل لفترة محددة بموجب عقد يمتد لستة أشهر، وقد انتهى أجله القانوني منذ شهر، ولا معنى لبقائنا هنا دون عمل ولا مال كاف يعيننا على انتظار موعد فتح المغرب لحدوده، الذي لا نعلم بالضبط متى سيصدر قرار بشأنه". عاملة موسمية أخرى، تدعى فتيحة، أكدت لهسبريس أن "هذا الوضع لا يمكن احتماله، فالعيش هنا يتطلب مدخولا قارا، والمال القليل الذي تبقى لدينا لن يكون كافيا لتغطية متطلباتنا المعيشية لوقت طويل، لذلك على المسؤولين أن يجدوا لنا حلا سريعا"، مضيفة: "إما أن يعيدونا إلى أهالينا أو ليمددوا في تواريخ عقودنا بعدما انتهى أجلها". يذكر أن حكومة مدريد توسطت بين المغرب والضيعات الفلاحية في إقليم "ويلبا" قصد فتح ممر إنساني بهدف إعادة العاملات الموسميات في حقول جني الفراولة العالقات بإسبانيا بسبب إغلاق المغرب لحدوده كإجراء وقائي فرضته جائحة كورونا، دون أن يتم إيجاد حل نهائي للملف، مما عمق من معاناة العالقات، خاصة إثر توقفهن عن العمل نتيجة انتهاء مدة عقود العمل بالضيعات الإسبانية.