بلغ عدد المواطنين الأجانب الذين مكنتهم السلطات المغربية من مغادرة المملكة عبر رحلات استثنائية، ما يقارب 85 ألف شخص جلهم غادروا عبر المطارات، وذلك في الوقت الذي لا يزال فيه نحو 28 ألف مواطن مغربي مشتتين على مختلف دول العالم، بعدما عجزت الحكومة عن إعادتهم وقررت تركهم عالقين إلى حين إعادة فتح الحدود. وفي الوقت الذي لم تعط فيه وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المشرفة على تلك الرحلات الاستثنائية، فإن وكالة الأنباء الرسمية الإسبانية "إيفي" نقلت عن مصادرها الديبلوماسية بالرباط أن تعداد المواطنين الأجانب الذين غادروا المغرب بلغ 84.449 عبر 532 رحلة استثنائية. وأوضح المصدر نفسه أنه رغم إغلاق المغرب لحدوده منتصف مارس الماضي، إلا أن الرحلات الاستثنائية استمرت بشكل يومي تقريبا، وأحيانا بأكثر من رحلة في اليوم، كما كان عليه الأمر يوم 7 ماي الجاري عندما انطلقت رحلتان استثنائيتان بشكل متزامن، الأولى نحو العاصمة الإسبانية مدريد والثانية نحو بروكسيل عاصمة بلجيكا. وتشير تلك الأرقام إلى أن فرنسا تصدرت الدول التي نقلت مواطنيها من المغرب حيث غادر نحو 29 ألفا من مواطنيها عبر 160 رحلة جوية، ثم المملكة المتحدة التي بعثت 55 طائرة إلى المطارات المغربية والتي نقلت 9000 شخص 80 في المائة منهم بريطانيون، وآخرون من جنسيات مختلفة في مقدمتهم حاملوا جواز السفر الأسترالي. وقامت الولاياتالمتحدةالأمريكية ببعث 13 طائرة إلى المغرب تولت نقل 2000 من مواطنيها تقريبا، أما كندا فنقلت 1300 شخص عبر 3 طائرات من بينهم مكسيكيون، وهو عدد الرحلات التي اتجهت إلى هولندا أيضا لكنها نقلت 900 شخص، بينما أعادت روسيا 463 من مواطنيها، والكويت 400 شخص وإسبانيا 360 عالقا، هذه الأخيرة التي استفادت أيضا من رحلات برية استثنائية نحو سبتة ومليلية مكنتها من نقل 9500 شخص. وشملت الرحلات الجوية الاستثنائية التي انطلقت من المغرب أيضا، وفق المصدر نفسه، دولا شرق أوسطية وأمريكية لاتينية، مثل تركيا التي نقلت 277 شخصا والبرازيل التي رحلت 203 من مواطنيها ومن مواطني دول السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية، إلى جانب رحلات أخرى اتجهت إلى مصر والإمارات وقطر، أما الرحلات البحرية التي انطلقت من ميناء طنجة المتوسطي فاتجهت إلى كل من ميناء سيت بفرنسا وجنوى بإيطاليا. وتبرز هذه الأرقام "التساهل" الكبير الذي أبدته الحكومة المغربية بخصوص خروج المواطنين الأجانب، في الوقت الذي يطالب فيه مواطنوها العالقون بإعادتهم إلى بلادهم منذ منتصف شهر مارس الماضي، بعد وصل تعدادهم وفق الأرقام الرسمية إلى 27.850 مواطنا، والذين قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني إنهم لن يعودوا إلا بعد معاودة فتح الحدود.