يوم عصيب مر أمس الأحد على نزلاء سجن طنجة 1 وعائلاتهم، إثر وفاة نزيل بالمستشفى المخصص للحالات المستعصية لمرضى كورونا، وذلك تزامنا مع إعلان تسجيل عشرات الإصابات الجديدة في صفوف النزلاء وموظفي السجن ومخالطيهم من طرف المندوبية العامة لإدارة السجون، والتي أكد بلاغ لها استمرار اتساع رقعة البؤرة الوبائية بتلك المؤسسة السجنية. ومع انتشار خبر وفاة سجين بسبب كورونا وتسجيل إصابات جديدة في السجن المعروف ب"سات فيلاج"، وجددت مندوبية محمد صالح التامك نفسها في ورطة، في الوقت الذي بدأت فيه عائلات النزلاء تطالب بكشف "حقيقة الوضع" عبر مجموعة من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تؤكد بالفعل تسجيل إصابات جديدة، لكنها نفت في المقابل أن يكون فيروس "كوفيد 19" هو سبب وفاة النزيل. وأكدت مندوبية التامك وجود 11 إصابة جديدة في صفوف السجناء، إذ جاء في بلاغها أنه قد تم إجراء تحاليل لعينة من 10 نزلاء جاءت نتائج اثنين منهم إيجابية، ليتم إجراء تحاليل لمخالطي الحالتين المؤكدتين، حيث تبين أن 8 من مخالطي الحالة الأولى مصابون فعلا بالفيروس، إلى جانب مخالط واحد للحالة الثانية، ما استلزم إخضاعهم جميعا للبروتوكول العلاجي. وأكدت المندوبية وجود إصابات جديدة أيضا في صفوف الموظفين ومخالطيهم، إذ بالإضافة إلى الحالتين اللتان أُعلن عنهما سابقة من عينة مكونة من 7 موظفين، أجريت تحاليل أخرى على عينة من 75 موظفا كانت نتائج 8 منهم إيجابية، كما ظهرت أعراض الإصابة بالفيروس على 9 من المخالطين للموظفين المصابين تأكدت إصابة 4 منهم بالفعل بمرض. وبعدها بساعات خرجت المندوبية العامة لإدارة السجون ببيان توضيحي، حملَ توقيع مدير السجن المحلي "طنجة 1" حول موضوع وفاة أحد النزلاء والذي أُشيع أنه توفي بفيروس كورونا، إذ أورد أن السجين تقدم إلى مصحة المؤسسة بتاريخ 2 ماي بسبب إحساسه بأعراض مرضية مفاجئة، حيث قامت الطبيبة المسؤولة بفحصه وأمرت بنقله إلى قسم المستعجلات بمستشفى محمد الخامس. وتابعت الوثيقة أن الأعراض التي بدت على المريض مرتبطة بداء السكري الذي كان يعاني منه، ولم تلاحظ طبيبة المؤسسة السجنية ظهور أي من الأعراض المصاحبة للإصابة بفيروس "كوفيد 19" عليه، كما أنه لم يكن يتقاسم الغرفة مع أي من النزلاء الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس. غير أن إدارة سجن "سات فيلاج" تجنبت تفسير سبب وفاة النزيل بمستشفى محمد السادس المخصص لاستقبال الحالات الحرجة لمرضى فيروس كورونا، وليس في المستشفى الجهوي محمد الخامس، وهو الأمر الذي جعل الكثيرين يعتقدون أنه كان من بين ضحايا الوباء. ووفق مصادر "الصحيفة" فإن المعني بالأمر نقل في البداية إلى مستشفى محمد الخامس، غير أن حالته تدهورت عقب وصوله إلى هناك، ما استدعى نقله إلى مستشفى محمد السادس الذي يتوفر على العديد من أسرة الإنعاش الفارغة، والتي أُعدت في الأصل لاستقبال الحالات المتقدمة من مرضى كورونا.