بات الرابع من شهر ماي المقبل موعدا مهما بين الشعب الإيطالي والحياة، حيث سيستأنف بعض عاداته السابقة التي قيّدت تحت الحجر الصحي الذي دام لأزيد من خمسين يومًا، إذ سيتمكن من استعادة أنشطته بشكل تدريجي وعبر مراحل. وإبتداء من يوم الإثنين المقبل سنطلق المرحلة الأولى التي ستدوم حتى 18 من ماي، وسيسمح فيها بالتنقل داخل جهة الإقامة لسبب العلاج أو العمل، كما سيصبح ممكنا زيارة الأقارب والعائلة مع الإلتزام بمسافة الأمان ووضع الكمامات. ومنحت الحكومة الإيطالية موافقتها للمواطنين بمزاولة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق مع إتخاذ إجراءات السلامة، كما سيسمح إنطلاقا من الأسبوع المقبل إقامة الجنائز، شرط أن لا يتعدى عدد المشاركين فيها 15 شخصًا. المقاهي والمطاعم سيكون بإمكانها استئناف العمل فقط بتوصيل الطلبات إلى المنازل، أو البيع للزبائن وجبات يتناولونها في بيوتهم أو أماكن عملهم. وستدور عجلة التصنيع في البلاد مطلع الأسبوع المقبل بإعادة فتح المصانع والشركات ومحلات البيع بالجملة، وعودة وسائل النقل والمواصلات، هذه القطاعات التي أكدت أنها ستحرص على ظبط شروط السلامة واحترام مسافة الأمان واتباع احتياطات الوقاية من إنتشار العدوى. ويأتي هذا في إطار سياسة البلاد للتعايش مع وباء "كوفيد 19"، إذ وجدت إيطاليا نفسها مضطرة للإقدام على هذه الخطوات لإنقاذ إقتصادها وإعادة إنعاش الحياة رغم خطر الفيروس، الذي مازال متربصا بالبلاد مسجلا آلاف العدوى يوميا وحاصدا مآت الأرواح. وكان خطاب رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، واضحا إذ شدد على أن المسؤولية الأولى ستكون لدى الفرد، المجبر على أخذ أقصى الإحتياطات للوقاية من العدوى، كما باتت مراقبة إنتشار الوباء أمرًا مسندًا لرؤساء الجهات، الذين ستكون لهم الصلاحية التامة في إعادة إغلاق كل المرافق والمؤسسات في حال تزايد المصابين بالفيروس القاتل. وستبدأ المرحلة الثانية في الخروج من الحجر الصحي في 18 من ماي المقبل، بإعادة فتح محلات التجارة والبيع بالتقسيط والمعارض والمتاحف، والسماح بعودة التداريب للفرق الرياضية. بينما تنطلق المرحلة الثالثة فاتح يونيو، بالسماح التردد على المقاهي والمطاعم، وفتح محلات الحلاقة والتجميل.