بينما استأنفت المقاهي والمطاعم بمختلف المدن المغربية نشاطها بعد توقف دام ما يزيد عن ثلاثة أشهر بسبب حالة الطوارئ الصحية الناتجة عن جائحة كورونا، تسود حالة من الترقب في أوساط مالكي "مقاهي الشيشة" التي لم تفتح أبوابها بعد. ووجد العديد من أرباب المقاهي المختصة في تقديم النرجيلة (الشيشة) على مستوى الدارالبيضاء وباقي المدن، أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه بين فتح محلاتهم والاستمرار في الإغلاق، خصوصا عقب فتح المقاهي والمطاعم والفنادق. وعلى الرغم من كون أصحاب مقاهي "الشيشة" يتوفرون على ترخيص يتعلق بتقديم المشروبات، يستغلونه لتقديم هذه النوع من التدخين، إلا أنهم لم يستأنفوا نشاطهم بعد، لأنهم لا يعلمون ما إن كان سيسمح بذلك على غرار باقي المحلات. وما تزال العديد من المحلات المعروفة بتقديم "الشيشة" على مستوى بورنازيل بمولاي رشيد وعين الذياب ومركز المدينة، وبغيرها من الأحياء بالعاصمة الاقتصادية، مغلقة، ولا يعرف تاريخ إعادة فتح أبوابها من جديد في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد. ووجد بعض الشباب الذين يشتغلون بهذه المقاهي أنفسهم في وضعية عطالة، بعدما لم يعد هناك تدخين للنرجيلة بسبب كورونا، وهو ما يجعلهم يتساءلون ما إن كانوا سيعودون إلى العمل في غضون الأسابيع المقبلة أم إن عطالتهم ستدوم أكثر. ويرى بعض مالكي هذه المقاهي أن إعادة فتح محلاتهم قد يكون مرتبطا بعودة الملاهي والعلب الليلية التي لم تستأنف نشاطها بعد، على اعتبار أن هذه المحلات تكون ضيقة ويتكدس فيها عدد كبير من الزبناء، وهو ما قد يجعل الوباء سهل الانتشار في صفوفهم. وتعد مقاهي تقديم النرجيلة فضاء يمكن أن يسهم في انتشار وباء كورونا بالنظر إلى الوضعية التي تعرفها العديد منها، الأمر الذي قد يحولها في حالة إعادة فتحها في هذا الوقت إلى بؤر للفيروس التاجي. ولا يرغب كثير من المغاربة في إعادة فتح هذه المقاهي حتى لا يساهم ذلك في مزيد من تأزيم الوضعية الوبائية بالمملكة، لأن استعمال النرجيلة الواحدة من طرف عدد من الزبناء وتبادلها فيما بينهم في وقت وجيز يسهل انتشار العدوى. وبحسب مصادر الجريدة، فإن بعض مالكي هذه المقاهي، باتوا يبحثون عن طرق لتفادي استعمال النرجيلة من طرف العديد من الأشخاص، غير أن ذلك سيؤدي إلى ارتفاع في تكلفتها، ما قد يودي إلى تقلص الزبناء خصوصا في المقاهي المتواجدة بالأحياء الشعبية.