ينتظر عدد كبير من المغاربة اقتراب انتهاء فترة الطوارئ الصحية، المُقررة إلى غاية الإثنين المقبل في المغرب، من أجل الخروج إلى الشوارع من جديد تزامنا مع اقتراب شهر رمضان الأبرك، وما يرافق ذلك من طقوس التبضع، سواء من المأكل أو الملبس. وتأمل شريحة كبيرة من المواطنين المغاربة، أن تكون حالة الطوارئ الصحية قد انتهت بحلول شهر رمضان، من أجل عيش الأجواء الخاصة التي يفرضها هذا الشهر الفضيل، ومن أبرزها امتلاء المساجد بعد صلاة العشاء بالآلاف من المصلين لصلاة التراويح التي تبقى من أبرز الشعائر في رمضان. لكن في خضم هذه الآمال، لا يخفي أخرون شكوكهم في إمكانية تجاوز المغرب لأزمة فيروس كورونا في البلاد، في ظل الأرقام المسجلة بشكل يومي من الإصابات، حيث أصبح معدل الإصابات يفوق أحيانا 100 حالة جديدة في اليوم الواحد داخل تراب المملكة. وفي هذا السياق، يرى عدد كبير من المتتبعين للوضع الوبائي في المملكة المغربية، أنه في ظل الوضع الحالي، واقتراب رمضان الذي لم يبقى له سوى أيام معدودة، يصعب الجزم بأن الوضع الوبائي سيكون قد انتهى وتم حصره، خاصة أن الوضع العالمي لازال يُشير إلى استمرار الوباء لشهور أخرى. كما أن عدد من المتتبعين في المغرب لفيروس كورونا، يرون أن الحكومة تسير نحو الإعلان عن تمديد حالة الطوارئ الصحية في البلاد، وأصبح مستبعدا بشكل كبير، أن ينهي المغرب حالة الطوارئ يوم الإثنين المقبل، خاصة في ظل التوصيات المستمرة لمنظمة الصحة العالمية بالحذر من إنهاء حالة الطوارئ في وقت مبكر. ويذهب عدد من النشطاء المغاربة إلى أبعد من ذلك، ويرون أن حالة الطوارئ الصحية في المملكة المغربية قد تمتد طيلة رمضان وصولا إلى عيد الفطر، وبالتالي فإن احتمالية انحصار الوضع الوبائي في المغرب قبل رمضان تبقى شيئا مستبعدا. ويستدل هؤلاء بلغة الأرقام، حيث لازالت الإصابات لم تسجل أي منحى تراجعي في المغرب، وهو ما يشير بأن فيروس كورونا المستجد لازال ينتشر في المملكة، وبالتالي فإن إنهاء حالة الطوارئ الصحية قد يكون قرارا محفوفا بالمخاطر، وقد يؤدي إلى أسوأ السيناريوهات التي تعرفها بعض الدول الأوروبية حاليا مثل إيطاليا وإسبانيا. وفي هذا السياق، فإن إسبانيا بدورها مددت مؤخرا حالة الطوارئ الصحية وتسير بها إلى شهر ماي، وبالتالي قد يتجه المغرب في هذا الاتجاه في مقبل الأيام، ويُعلن عن تمديد حالة الطوارئ في البلاد لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، وفق ما تؤكده عدد من المصادر الإعلامية الوطنية. ويعتبر متتبعون مغاربة للوضع الوبائي، بأن المغرب أصبح لزاما عليه أن يمدد حالة الطوارئ في ظل استمرار ارتفاع عدد الإصابات، نظرا لعدم قدرة البلد على تحمل سيناريو ممثل لما يحدث في إيطاليا وإسبانيا، وبالتالي فإن اتخاذ طريق الحذر والسلامة يبقى أفضل قرار. هذا وتجدر الإشارة إلى أن عدد الإصابات في المغرب بلغ إلى حدود منتصف اليوم الإثنين إلى 1746 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، من ضمنها 196 حالة تعافي و120 حالة وفاة.