دخلت طنجة في سباق مع الزمن استعدادا لبلوغ انتشار فيروس كورونا نقطة الذروة المتوقعة جراء توالي ارتفاع أعداد المصابين في الأيام الأخيرة، خاصة وأن المدينة استقبلت جل الحالات المؤكد إصابتها بالمرض جهويا، حيث تم تجهيز 3 مؤسسات صحية إحداها قد تتحول إلى مستشفى خاص بمرضى الوباء، كما أُحدث مستشفى ميداني عسكري بفضاء الغابة الدبلوماسية. وأكدت مصادر مسؤولة ل"الصحيفة" أن المدينة عرفت خلال هذا الأسبوع رفع وتيرة الاستعداد لاحتمال تفشي الوباء، حيث تم تجهيز مستشفى محمد السادس بالعديد من الأسِرة والمعدات الطبية بما فيها أجهزة التنفس الاصطناعي، استعدادا لتحويله إلى مستشفى خاص بمرضى فيروس "كوفيد 19" بجهة طنجةتطوانالحسيمة. وتابعت المصادر نفسها أنه تم أيضا تجهيز مستشفى "الدوق دي توفار" الذي يستقبل الحالات المشتبه فيها والذي يتوفر أيضا على مستودع للأموات، بالإضافة إلى إدخال العديد من المعدات لمصحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وتزامنا مع ذلك قام صاحب وحدة فندقة مصنفة بمنطقة "مالاباطا" بتخصيص 25 شقة فندقية بشكل تطوعي لفائدة الأطر العاملين بوحدات العزل بمستشفى "الدوق دي توفار" ومستشفى محمد الخامس. ومن ناحية أخرى، وقع الاختيار على فضاء داخل "الغابة الدبلوماسية" ليكون هو موقع المستشفى الميداني العسكري المخصص لاستقبال مرضى كورونا في حال ما عجزت المؤسسات الصحية على مستوى الجهة عن مواكبة سرعة انتشار الفيروس، ووفق مصادر "الصحيفة" فإن الفضاء المذكور ليس أرضا خلاءً فقط بل يشمل بناية وسط المساحة الغابوية ستشكل مقر المستشفى، وقد تفقدها مؤخرا والي الجهة محمد مهيدية إلى جانب والي أمن طنجة ومسؤولين عسكريين. وأوضحت المصادر ذاتها أن هذه الاستعدادات تأتي لسد الخصاص الواقع في البنيات التحتية الصحية على مستوى جهة الشمال، فهذه الأخيرة لا تتوفر على مستشفى عسكري كما أن المستشفى الجامعي بطنجة لا زال قيد البناء، ما يهدد بحدوث مشكلة كبيرة في حال ما تشفى الفيروس بشكل أكبر، علما أن الجهة سجلت، وفق آخر معطيات مُحينة لوزارة الصحة صادرة بتاريخ يوم أمس الأربعاء، 15 حالة منها 14 ما بين طنة وتطوان يجري علاجها بمدينة البوغاز، أما الحالة الأخيرة فتتعلق بمريض من مدينة الحسيمة جرى نقله إلى مستشفى إمزورن.
