تسابق السلطات المحلية وخلية الطوارئ الصحية في جهة الشمال، الزمن من أجل تهيئة فضاءات استشفائية جديدة، لاستقبال الأعداد المتزايدة للمصابين بفيروس كورونا المستجد، حيث دشن والي جهة طنجةتطوانالحسيمة، مرفوقا بالمديرة الجهوية لوزارة الصحة، مساء الأربعاء، وحدة فندقية جديدة بطاقة إيوائية تصل إلى 120 سريرا، بهدف تعزيز العرض الصحي أمام تحديات جائحة الفيروس التاجي. وسجلت جهة طنجةتطوانالحسيمة، منذ صباح يوم الأربعاء إلى غاية صباح الخميس، 30 حالة جديدة مؤكد إصابتها بفيروس كورونا، 26 منها بمدينة طنجة، تتعلق بمخالطي البؤر الصناعية والمهنية، وأربع حالات في بؤرة صغيرة بمدينة العرائش، لترتفع الحصيلة الإجمالية بجهة الشمال، حسب آخر تحديث رسمي لوزارة الصحة، إلى 491 منذ بداية تفشي الوباء، تماثل منهم للشفاء التام 66 شخصا، فيما فارق الحياة متأثرا بالجائحة 16 مريضا. وكشف الدكتور مراد البقالي، منسق وحدة التكفل بمرضى “كوفيد-19” بهذه الوحدة الفندقية المتواجدة في منطقة “أهلا”، في تصريح ل “أخبار اليوم”، أن المعطيات على الأرض عجلت بتوسعة الطاقة الإيوائية، من أجل استقبال الحالات الاستشفائية السريرية الخفيفة، حيث سيؤدي مركز التكفل المؤقت بمرضى “كوفيد 19” نفس الخدمات التي تقوم به المستشفيات والمؤسسات الصحية العمومية. وأكد البقالي، وهو طبيب جراح، أن هذه الخطوة المتمثلة في تجهيز “مستشفى مؤقت”، تواكب الجهود المتواصلة بين القطاع الخاص والسلطات المحلية، والتي انطلقت منذ الأيام الأولى لتفشي الوباء في مدينة طنجة، وبمساهمة جميع المصحات والعيادات الخاصة في عاصمة البوغاز، حيث خصصوا الأفرشة والتجهيزات والمعدات الطبية، والأطر الطبية والطواقم التمريضية والمسعفين. وأضاف المصدر نفسه، أن الوحدات الفندقية ستستقبل المصابين الذين يعانون من أعراض خفيفة قصد متابعة علاجهم وفق البروتوكول الدوائي الموصى به من وزارة الصحة، في حين ستستخدم وحدات فندقية أخرى لعزل الحالات المحتملة والمشكوك في حملها الفيروس، إلى حين ظهور نتائج الفحوصات المخبرية الخاصة بعينات مسالكهم التنفسية. من جانبه، قال الدكتور الأمين الوهابي، رئيس الهيأة الجهوية للأطباء، إن الغاية من مبادرة القطاع الخاص هي تلبية نداء الوطن في هذه الأزمة الصحية، وترجمة قيم التضامن والتآزر بين مكونات الجسم الطبي، مشيرا إلى أن تركيز الجهود على جائحة كورونا تسبب في فراغ جانبي في المنظومة الصحية، تمثل في توقف جزئي للعمليات الجراحية والفحوصات السريرية للأمراض الأخرى. وأضاف الوهابي أن العيادات والمصحات الخاصة في هذه الظرفية، وضعت نفسها رهن إشارة الدولة في إطار التعبئة الجماعية لمجابهة تداعيات أزمة كورونا، وسخرت إمكانياتها المادية والبشرية في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، من أجل ضمان استمرارية المرفق الصحي في تقديم العلاجات والخدمات الاستشفائية الأساسية. وتنضاف هذه الوحدة الفندقية إلى سبع مؤسسات سياحية وفنادق، والتي تحولت إلى مشاف ميدانية وأماكن استقبال الحالات المشكوك في إصابتها بفيروس كورونا، كما انضافت إلى بعض المصحات الخاصة، كمصحة الضمان الاجتماعي في منطقة “طنجة البالية”، من أجل تعزيز الطاقة الإيوائية، وتخفيف العبء على الأطر الطبية والتمريضية العاملة بالمستشفيات من أجل الاشتغال في ظروف مريحة. يذكر أن مستشفيات عاصمة البوغاز بلغت طاقتها الاستيعابية القصوى منذ أن تخطى عدد المصابين 300 حالة مؤكدة، حيث أصبحت مستشفيات القرطبي ومحمد الخامس ودوق دي طوفار ممتلئة عن آخرها، في حين ما تزال أسرة معدودة في قسم الإنعاش والعناية المركزة بمستشفى محمد السادس، الذي يستقبل الحالات الحرجة والخطيرة .