قالت الصحيفة الإسبانية المعروفة "El pais" في تقرير نشرته، الأحد، إن مدينة الفنيدق "كاستييخوس" في شمال المغرب، هي الأكثر تضررا من توقف التهريب المعيشي بعشرات المرات مقارنة بمدينة سبتة، واصفة إياها ب"الضحية الصامتة". وانتقدت الصحيفة الإسبانية، تعامل وسائل الإعلام المغربية، التي بحسابها تجاهلت معاناة ممتهني التهريب المغاربة ووضعية الفنيدق، وركزت على أزمة مدينة سبتة، حيث أشارت إلى أن عناوين من قبيل "سبتة في أزمة" تنتشر في الصحافة المغربية. وأضاف تقرير إلباييس، إن مدينة الفنيدق تعيش وضعا صعبا وأزمة اقتصادية حادة، حيث جاء على لسان أحد التجار المحليين ممن حاورتهم الصحيفة الإسبانية، إن الأزمة الاقتصادية الحالية لم يشهدها من قبل، منذ بداية عمله في التجارة، وهي المدة التي مر عليها 15 عاما. وأشارت الصحيفة، إن الأزمة الاقتصادية في المدينة الناتجة عن توقف التهريب المعيشي، أدت إلى تراجع الوفود التي تأتي من مختلف مناطق المغرب لشراء البضائع من الفنيدق، الأمر الذي انعكس سلبا على الرواج بالمدينة، ويدفع بالشباب إلى التفكير الهجرة السرية، وفق ما جاء على لسان أحد الشبان ممن يعملون في مطعم بمدينة الفنيدق، حاورته إلباييس. وانتقد ممن تحدثوا لصحيفة إلباييس، في مدينة الفنيدق، عدم قيام السلطات المغربية بوضع حلول وبدائل لهم قبل الإقدام على إغلاق باب سبتة في وجه التهريب المعيشي، مشيرين إلى أن هناك وعود بإحداث منطقة حرة في المدينة، لكن لا يوجد أي سقف زمني واضح لتحقيق ذلك. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لنبيل لخضر المدير العام لإدارة الجمارك، الذي اعتبر فيها أن التهريب المعيشي يسبب ضررا كبيرا للاقتصاد المغربي، ولا يستفيد من التهريب سوى المافيات الكبيرة، والضحية هو ممتهن التهريب البسيط، مؤكدا على أن الإغلاق سيستمر وليس هناك أي بوادر بإعادة فتحه من جديد. وقالت إلباييس، إن الآلاف من الأسر حاليا في الفنيدق تعيش وضعا صعبا وفقرا مدقعا بسبب الإغلاق، في حين يتحدث المستثمرون والسياسيون عن وجود أزمة في سبتة، لكن ذلك ليس بالحدة التي توجد عليها الأمور في الفنيدق حسب الصحيفة الإسبانية.