طالبت النيابة العامة الإسبانية بعقوبات مشددة تجاه أفراد عصابة مكونة من 3 مغاربة اعتادوا على جلب المهاجرين غير النظاميين من المغرب قبل أن يشرعوا في استغلالهم وسط ظروف مزرية بمنطقة غرناطة، لدرجة أن بعضهم تعرضوا للاختطاف والاحتجاز. وطالب ممثل النيابة العامة في غرناطة بإدانة متزعم العصابة المدعو "عبد الكريم" بالسجن 20 عاما خلال المحاكمة التي ستنطلق يوم 18 نونبر، وفق ما أوردته وكالة "إيفي" الإسبانية، نظرا لتورطه في عمليات الاتجار بالبشر وتنظيم رحلات الهجرة السرية، بل وأيضا احتجاز مواطنين مغاربة وإجبارهم على العمل في ظروف سيئة، بالإضافة إلى تزوير وثائق رسمية وعقود عمل والنصب والاحتيال. وكانت الشرطة الإسبانية قد وضعت يدها على أعضاء هذه العصابة في 2018، حيث اعتقلت إلى جانب متزعمها سيدة مغربية تدعى "حياة" والتي تواجه بدورها مطالب من النيابة العامة بسجنها لمدة 4 سنوات نظرا لارتكابها انتهاكات جنائية في حق مواطنين أجانب، بالإضافة إلى مغربي ثالث يدعى مصطفى، والذي طلبت النيابة العامة إدانته بالمدة نفسها مع إضافة 9 أشهر أخرى لتورطه في انتهاك حقوق العمال. وكانت العصابة تقوم بجلب مواطنين مغاربة إلى إقليم الأندلس عبر رحلات بحرية للهجرة غير النظامية، قبل أن تنقلهم إلى منطقة فلاحية بمنطقة غرناطة حيث تضعهم هناك في مساكن غير لائقة وتجبرهم على العمل بمقابل زهيد دون أدنى احترام لحقوقهم، والأدهى أنها كانت تقتطع من أموالهم بدعوى إعداد متزعمها لعقود عمل ولوثائق الضمان الاجتماع لبعض للضحايا. وكشفت التحقيقات أن المتهم الرئيسي كان أيضا يزود بعض المهاجرين السريين المغاربة بعقود عمل مزورة حتى يتمكنوا من الحصول على تصاريح الإقامة في إسبانيا وعلى الحق في الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي، وهي الوثائق التي كانت تستغل أيضا في الحصول على الإعانات الحكومية عن طريق الاحتيال. وكان المتهم يتوفر على مكتب ملحق بمنزله كان يقوم خلاله بخداع المهاجرين وإعداد وثائقهم المزيفة، وكان يجبر عددا منهم على العمل من أجل سداد "متحقاتها"، أما بعضهم فقد قام باختطافهم واحتجازهم إلى حين قيام أسرهم ببعث المبالغ المطلوبة له من المغرب، بالإضافة أيضا إلى تورطه في تنظيم رحلات الهجرة السرية إلى سواحل طريفة والجزيرة الخضراء.