دعا البروفيسور رشيد اليزمي، عالم الكيمياء ومكتشف القطب السالب لبطاريات الليثيوم القابلة للشحن إلى بلورة برامج طموحة للبحث والابتكار لتعزيز تنافسية المغرب وموقعه على الصعيد الاقليمي والافريقي. وشدد هذا العالم البارز في تصريح للصحافة على ضرورة الرفع من الميزانية المخصصة للبحث العلمي والتقني بالمغرب، وذلك على هامش ندوة حول "بطاريات الليثيوم، تحد للقرن 21"، نظمتها الجامعة الخاصة لفاس بشراكة مع جمعية فاس سايس، أمس الخميس. وثمن رشيد اليزمي الاستراتيجية الطاقية للمملكة معتبرا أن المغرب يتوفر على مشروع وطني طموح يتطلع في أفق 2030 إلى إنتاج 52 في المائة من الطاقة الكهربائية اعتمادا على الطاقة المتجددة. ويتعلق الأمر بمعدل قياسي عالمي وفق العالم الذي نوه بخريطة الطريق المعتمدة من قبل الوكالة المغربية للطاقة الشمسية في هذا المجال. وتناول في هذا السياق مسألة تخزين الطاقة النظيفة المتمثلة في الطاقة الريحية والجيو حرارية مبرزا أن تخزين هذا النوع من الطاقات يتيح إمكانيات واسعة لاستخدامها ليلا عند الحاجة. كما توقف المخترع ذو الصيت العالمي عند تطبيقات بطاريات الهاتف المحمول متوقعا من جهة أخرى أن تلعب الإلكترونيات المتنقلة (السيارات الكهربائية نموذجا) في المستقبل دورا بالغ الأهمية لتعزيز حماية البيئة وتطهير الهواء في المدن الكبرى مثل الدارالبيضاءوفاس ومراكش. وأبرز مشاركون آخرون أن الطاقة تتموقع في قلب الانشغالات اليومية وأصبحت حاليا عنصرا حيويا في المجتمعات الحديثة مؤكدين أن اللجوء الى موارد الطاقة المتجددة يبدو قدرا لا مفر منه بالنظر الى النقص المسجل على مستوى الموارد الطاقية الأحفورية. وتندرج هذه التظاهرة ضمن سعي الجامعة الخاصة لفاس الى خلق فضاءات للتبادل مع شركائها الأكاديميين عبر العالم والمساهمة في إثراء النقاش حول القضايا الراهنة. يذكر أن رشيد اليزمي خريج جامعة غرونوبل. ارتقى الى منصب مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي. التحق عام 2000 بجامعة كاليفورنيا التقنية، وفي 2010 انتقل للعمل مديرا للأبحاث في جامعة للتكنولوجيا بسنغافورة. وقد توج اليزمي سنة 2014 بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية الوطنية للهندسة في واشنطن نظير أبحاثه في مجال تطوير البطاريات ذات الصلة بالإلكترونيات المحمولة.