ألغت الخطوط الملكية المغربية صفقة اقتناء طائرتي "بوينغ" من طراز "737 ماكس"، وذلك مخافة تكرار السيناريو المأساوي لسقوط طائرتين مشابهتين في كل من إثيوبيا وإندونيسيا، في الوقت الذي لا زال فيه التحقيق جاريا حول تورط الشركة الأمريكية في هاتين الفاجعتين. ونقلت النسخة الإنجليزية من وكالة "رويترز" عن "مصدر في شركة بوينغ"، اليوم الخميس، قوله إن شركة الطيران المغربية أوقفت شراء طائرتي بوينغ شهر يونيو الماضي، وذلك عقب سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية شهر مارس من هذا العام، ما أدى إلى مصرع 157 شخصا. تفادي الفاجعة لكن هذه الحادثة لم تكن الوحيدة التي ولدت مخاوف لدى إدارة الخطوط الملكية المغربية، ففي أكتوبر من العام الماضي سقطت طائرة تابعة للخطوط الأندونيسية متسببة في وفاة 189 شخصا، وبدورها كانت من طراز "بوينغ 737 ماكس". وانضم المغرب بهذه الخطوة إلى العديد من دول العالم التي أوقفت التعامل مع "بوينغ" إلى حين ظهور نتائج التحقيقات، لكنه قبل ذلك كان قد أعلن وقف الرحلات بواسطة طائرات "بوينغ 737 – ماكس 8"، التي يحتوي أسطوله على 4 منها، غير أن القرار المغربي، على غرار قرار مماثل من جنوب إفريقيا، جاء من الشركة لا من الحكومة. وظل المغرب يفضل التعامل مع العملاق الأمريكي "بوينغ" على نظيره الأوروبي "إيرباص"، وهو ما يفسر وجود أكثر من 40 طائرة بوينغ ضمن أسطول الخطوط الملكية المغربية الذي يزيد تعداد طائراته عن ال60 بقليل. استمرار أزمة "الخصاص" وكانت إدارة "لارام" ترغب من خلال هذه الصفقة الحد جزئيا من الخصاص الذي تعاني منه والذي اعترفت به إدارتها، لكنها الآن مجبرة على إيجاد بدائل لدى غريم "بوينغ" شركة "إيرباص"، التي أكدت أمس الأربعاء النقص المتزايد في الأسطول المغربي. وأكد العملاق الأوروبي للصناعات الجوية وجود نقص حاد في وتيرة نمو الأسطول المغربي من الطائرات، إذ أورد أن المغرب سيحتاج ل260 طائرة إضافية بحلول عام 2038، وهو ما يتقاطع مع تحذيرات سابقة كان قد أطلقها عبد الحميد عبو، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية. وقال برتران ليستيم، مدير التسويق لشركة "إيرباص" بإفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، أن المغرب سيحتاج لإضافة 260 طائرة جدية لأسطوله خلال مدة لا تتجاوز عقدين من أجل أن يتمكن من مواجهة النمو الكبير لحركة المسافرين الذي من المتوقع أن تتضاعف خلال هذه الفترة. وخلال لقائه بوسائل الإعلام بالدار البيضاء، قال ليستيم إن الطلب الوطني على الرحلات الجوية بالمغرب تضاعف 4 مرات منذ 2002، الشيء الذي يدعو المغرب لإضافة 210 طائرات صغيرة لأسطوله و41 طائرة متوسطة و9 طائرات كبيرة. تحذير رسمي وتعيد هذه المعطيات إلى الأذهان حديث المدير العام ل"لارام" خلال مشاركته قبل أيام في "ملتقى السياحة" عن حاجة أكبر مؤسسات الطيران المغربية لتطوير أسطولها من أجل المساهمة في تسريع الاستراتيجية السياحية، داعيا إلى زيادة التواصل بين المناطق السياحية عن طريق شبكة داخلية من الطائرات. ودخل البرنامج الخاصة بتطوير الخطوط الملكية المغربية، والذي يتضمن الرفع من عدد الطائرات، مرحلة جمود خلال فترة ولاية النسخة الأولى من حكومة سعد الدين العثماني، بعدما كان من المفروض أن يتم توقيع "عقد البرنامج" بين هذه المؤسسة العمومية ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، سنة 2018. وسبق لعبو أن طالب الحكومة بتوفير دعم بقيمة 30 مليار درهم لمضاعفة الأسطول الحالي من 61 طائرة إلى 120، وهو الأمر الذي بسطه أمام الوزير السابق المكلف بقطاع النقل الجوي، محمد ساجد، كما سبق له أن نبه إلى أن الخطوط الملكية المغربية أصبحت "متأخرة" حتى على الشركات الإفريقية الصاعدة، إذ في الوقت الذي تطور فيه أسطول الشركة المغربية ب2 في المائة فقط خلال العقدين الأخيرين، تطور الأسطول الإثيوبي ب12 في المائة خلال الفترة نفسها.