بدأ زعيم الحزب الشعبي اليميني في إسبانيا، بابلو كاسادو، حملته الانتخابية استعدادا للاستحقاقات التشريعية المعادة بزيارة ثغري سبتة ومليلية المحتلين اليوم الجمعة، بالإضافة إلى زيارة مدينة الجزيرة الخضراء في أقصى جنوبإقليم الأندلس، وهي الزيارة التي كان لموضوع العلاقات الحدودية مع المغرب نصيب واف فيها. وفي الوقت الذي أبدى فيه كاسادو إصرارا كبيرا على عودة العلاقات التجارية بين المغرب وسبتة ومليلية إلى الطابع الرسمي عبر إعادة فتح الحدود التجارية، فإنه في المقابل شدد على ضرورة نشر عدد أكبر من عناصر الحرس المدني لضبط المعابر الحدودية. وخلال زيارته لمليلية، قال كاسادو إن أول ما سيفعله عندما يصبح رئيسا للحكومة في حال فوز حزبه بالانتخابات العامة يوم 10 نونبر المقبل، هو أنه سيطلب من المغرب إعادة فتح الحدود التجارية التي أغلقت من طرف واحد قبل عام وشهرين. وأوضح زعيم الحزب الشعبي، الذي حصل على الرتبة الثانية في آخر انتخابات تشريعية، إن قرار المغرب كان "أحاديا" ولم تفعل الحكومة الاشتراكية شيئا لإلغائه، مبرزا أنه يطمح لأن تكون للمنطقة علاقات تجارية جديدة مع المملكة من خلال إنشاء فضائها الجبائي الخاص الذي يضم سبتة ومليلية والجزيرة الخضراء. أما خلال زيارته لمدينة سبتة، التي يدير شؤونها محليا الحزب الشعبي، فاعتبر كاسادو أن تعزيز الأمن على معبر "تارخال" ستكون على رأس أولوياته، من خلال بعث 200 عنصر إضافي من الحرس المدني إلى الحدود، وهو الطلب الذي سبق للجمعية الممثلة لعناصر هذا الجهاز أن طالبت به الحكومة. واعتبر كاسادو، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية بمدينة سبتةوإقليم الأندلس، أن الحدود بين سبتة والمغرب "من أكثر الحدود حساسية عبر العالم ولا تشبهها سوى الحدود بين الكوريتين الشمالية والجنوبية"، مشددا على ضرورى "الاعتراف بجهود الحرس المدني" هناك. وتعهد زعيم الحزب الشعبي، بالإضافة إلى التعزيزات البشرية، بتحسين البنى التحتية والنظام الرقمي للحدود وتقوية السياج الفاصل، وهو الأمر الذي قال إنه سينسحب أيضا على مدينة مليلية، وذلك من أجل التصدي للتدفق الكبير للمهاجرين غير النظاميين. يشار أن الحزب الشعبي كان قد حصد أواخر شهر أبريل الماضي على إحدى أسوأ النتائج في تاريخ مشاركته في الانتخابات العامة الإسبانية، بحصوله على 66 مقعدا فقط مقابل 123 لغريمه الحزب الاشتراكي العمالي، لكن عجز هذا الأخير عن تشكيل ائتلاف حكومي عجل بإعادة الانتخابات.