هدَّدت تنسيقية المجتمع المدني في شمال المغرب وجمعية اللجنة الوطنية لتحرير سبتة ومليلية والثغور المحتلة بتنفيذ مسيرات احتجاجية حاشدة على خلفية الزيارة التي وُصِفت بالاستفزازية من طرف رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسي ماريا أثنار. وتوعدت التنسيقية بتصعيد الخطوات الاحتجاجية، للضغط على إسبانيا ودفعها إلى الإقرار باعتداءاتها والدخول في مفاوضات جدية مع المغرب، لإيجاد السبل الممكنة لاسترجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وفي هذا السياق، ندَّد منعم شوقي، رئيس اللجنة في اتصال أجرته معه «المساء» ب«زيارة أثنار لمليلية، والذي عُرِف بعدائه للمغرب ولقضاياه»، مؤكدا «أن الهدف من هذه الزيارة ليس الدفاع عن مليلية بكونها مدينة إسبانية، بقدر ما هي مناورة سياسية مفضوحة من طرف الحزب الشعبي الإسباني، الذي بدأ يُحضِّر للانتخابات المقبلة، ونحن لا نقبل أن تكون الوحدة الترابية لمملكتنا عرضة للاستغلال السياسويّ الضيِّق من قِبَل أطراف بعينها». وقال شوقي، وهو يتحدث عن آخر تطورات هذا الملف: «كنا قد قررنا نزع اللافتات الداعية إلى استقلال مليلية والعودة إلى مد مليلية بالمواد الغذائية، بعد النداءات المتكررة من بعض الجمعيات التي تمثل المغاربة في المدينةالمحتلة لإفساح المجال أمام حكومتي البلدين للتباحث وإيجاد السبل الكفيلة التي من شأنها أن تلجم هذا التوتر وتُعيد الحقوق الكاملة للمغاربة المعتدى عليهم، لكنْ يبدو أن الجار الإسباني مُصرٌّ على هذا العداء تجاه المغرب». وعلى هذا الأساس، يردف شوقي «فإننا سنتدارس، في اجتماع سنعقده بشكل استعجالي، الخطوات النضالية القادمة، بما في ذلك الدعوة إلى تنظيم مظاهرات حاشدة أمام البوابة الحدودية لمليلية، وكذا التفكير جديا في التوقيف النهائي للإمدادات الغذائية». إلى ذلك، علمت «المساء»، من مصادر مطَّلعة، أن القنصل الجديد لإسبانيا في الناظور، خورخي كابثاس، سيحل بالمدينة في غضون الأيام القليلة المقبلة، في محاولة من إسبانيا، تفيد مصادرنا، لاحتواء فعاليات المجتمع المدني وربط علاقات ود مع هذه الجمعيات التي باتت تشكل قوة ضاغطة لدى الحكومة الإسبانية، بعدما أقدمت على قطع الإمدادات التموينية عن مليلية المحتلة. ونشير إلى أن القنصلية الإسبانية في الناظور بقيت من دون قنصل لمدة تزيد على شهر، بعد رحيل القنصل السابق، أنطونيو مارتينيز، الذي لم تتجاوز مدة عمله في القنصلية ثمانية أشهر، حسب مصادرنا. ويُذكَر أنه على عهد رئيس الوزراء الإسباني خوسي ماريا أثنار، المعروف بعدائه للمغرب، عرفت العلاقات المغربية -الإسبانية توترات كبيرة، خاصة بعدما أقدمت القوات الإسبانية على احتلال «جزيرة ليلى» المغربية واحتجاز مَن كانوا فيها، كان قد صرح أمس أنه يؤيد الحرس المدني الإسباني في اعتداءاته على الشبان المغاربة. وذكرت بعض التقارير الصحافية أنه اجتمع بحكومة مليلية ليعلن دعم الحزب الشعبي الإسباني لها، وقد وصفت الحكومة الإسبانية هذه الزيارة ب«غير المناسبة في ظرفية تتَّسِم بحساسية بالغة».