"آمل أن تستمتعوا بهواتفكم النتنة". بهذا العنوان الاستهزائي الساخط والمثير على صدر غلافها الرئيسي، أعلنت الجريدة الورقية اليومية الأمريكية "Express" التابعة للجريدة الأم "واشنطن بوست"، التوقف عن الصدور بعد 16 عاما من أول ظهور لها في الأكشاك. وكتبت "إكسبريس" التي كانت تُوزع مجانا، في أسفل العنوان الذي أثار الجدل والنقاش على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، "تنضاف إكسبريس إلى لائحة المنشورات الورقية التي توقفت بسبب تكنولوجية الهاتف، للأسف، إن هذا أخر إصدار لنا، يمكنكم إلقاء نظرة على إصدارتنا السابقة خلال ال16 عاما". كان هذا العنوان والإصدار الأخير ليومية "إكسبريس" المجانية يوم الخميس الماضي، بعد 16 عاما من توزيعها في أكشاك محطات المترو في العاصمة واشنطن بشكل مجاني للقراء، حيث كانوا يطلعون على أخر المستجدات والأخبار خلال انتظارهم لقدوم المترو أو داخله. ووفق ما ذكرته مصادر إعلامية أمريكية، فإن توقف هذه الجريدة أدى إلى تسريح 20 صحافيا، أغلبهم نساء، كانوا يشتغلون فيها، وهو الأمر الذي انتقدته نقابة صحافيي واشنطن بوست، رغم أنها لا تمثل صحافيي إكسبريس، على اعتبار أن مدة إعلامهم بتوقف الجريدة لم تكن مدة كافية، حيث توصلوا بخبر توقيفها بوقت قصير قبل التوقف الرسمي. وحسب ذات المصدر، فإن مسؤولي واشنطن بوست، كشفوا أن سبب إيقاف إصدار "إكسبريس" يرجع إلى توسيع تغطية "الويفي" في محطات المترو والقطارات، وانتشار ثقافة قراءة الأخبار عبر الهواتف الذكية. وأضاف المسؤولون، إن واشنطن بوست ستستمر في تزويد قرائها ومتابعيها بكافة الأخبار والمستجدرات، عبر الوسائل والتطبيقات التكنولوجية الحديثة، لكنها ستوقف جريدة "إكسبريس" الورقية المجانية بعد تراجع الاهتمام بالاطلاع عليها من طرف القراء. وكانت صحيفة البي بي سي البريطانية قد نشرت العام الماضي تقريرا، كشفت فيه بأن الصحف الورقية في الولاياتالمتحدةالأمريكية بدأت تدق ناقوس الخطر من تأثير التكنولوجيا والأنترنيت، وأشارت إلى أن 1,800 جريدة ورقية محلية بأمريكا أغلقت أبوابها بسبب انتشار الانترنيت منذ 2004. وتُعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكية هي بمثابة "تيرمومتر" أو مقياس العالم، فتأثير التكنولوجيا والانترنيت على الجرائد الورقية المحلية بها، هو إيذان بتأثر باقي دول العالم.