1. الرئيسية 2. المغرب الكبير في محاولة لاحتواء أزماتها مع دول الجوار.. تبون يُعيّن مستشارا دبلوماسيا "خاصّا" ودول الساحل تشيد بدعم المغرب وتؤكد انخراطها في مبادراته الصحيفة من الرباط الجمعة 25 أبريل 2025 - 16:36 عيّن الرئيس عبد المجيد تبون مستشارا خاصا مكلفاً بالشؤون الدبلوماسية، هو السفير السابق عمار عبة، في خطوة لافتة تأتي بعد 6 سنوات من شغر هذا المنصب، وذلك بالتزامن مع تصاعد التوترات مع دول الجوار، خاصة في منطقة الساحل، وتزايد الضغوط على الجزائر إقليميا ودوليا. وحسب ما أوردته الصحافة الجزائرية، فقد جاء هذا التعيين، عبر مرسوم رئاسي، ليعيد إلى الواجهة منصبا ظل شاغرا منذ وصول تبون إلى السلطة أواخر 2019، مما يُؤشر على رغبة النظام الجزائري في إعادة تنظيم أدواته الدبلوماسية واحتواء الأزمات الخارجية المتزايدة في الفترة الأخيرة. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن عمار عبة يُعد من "الدبلوماسيين المخضرمين"، حيث شغل مناصب دبلوماسية رفيعة في روسيا وبريطانيا وبيلاروسيا، وسبق له إصدار كتاب بعنوان "الدبلوماسية الجزائرية 1962-2022"، عارض فيه بين مفهومي السياسة الخارجية والدبلوماسية كجهاز تنفيذي لها. ويرى مراقبون أن تعيين مستشار دبلوماسي خاص هو استجابة مباشرة للتطورات المضطربة في العلاقات الجزائرية مع دول مثل ماليوالنيجر وبوركينا فاسو، التي أبدت في الآونة الأخيرة ميولا متزايدة نحو المغرب ودعمه الاستراتيجي. وبالتزامن مع هذه الخطوة الجزائرية لترميم علاقاتها الإقليمية، أشادت كونفدرالية دول الساحل، خلال أشغال منتدى كرانس مونتانا المنعقد بالدار البيضاء، اليوم الخميس، بالدعم الثابت الذي يقدمه المغرب لهذه الدول تحت قيادة اللملك محمد السادس. ووفق وكالة المغرب العربي للأنباء، فقد أكد وزير الشؤون الخارجية المالي، عبد الله ديوب، في كلمة باسم وزراء خارجية الكونفدرالية، على "الدور القيادي" الذي يضطلع به المغرب، مشيراً إلى الانفتاح الكبير الذي تبديه المملكة تجاه قضايا الساحل، وحرصها على مقاربات واقعية ومستدامة. وأبرز المسؤول المالي المبادرة الملكية الهادفة إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، واصفاً إياها بأنها "خطوة استراتيجية تنسجم مع تطلعات المنطقة"، وتفتح آفاقاً اقتصادية وتنموية جديدة من شأنها تعزيز الأمن والاستقرار. وأكد ديوب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بلدان الكونفدرالية، وهي مالي وبوركينا فاسو والنيجر، تنخرط بكل جدية في المبادرة المغربية، لما لها من أثر مباشر على ربط المنطقة بالأسواق الدولية وتشجيع التصنيع الإقليمي. وتتماشى هذه المبادرة، بحسب المسؤولين الأفارقة، مع أهداف كونفدرالية الساحل في تنفيذ مشاريع مهيكلة في مجالات الطاقة والزراعة والبنى التحتية، ما يعكس التباين المتزايد في التصورات المغربية والجزائرية حيال مستقبل الساحل. وتأتي هذا الإشادة الإقليمية بالمغرب في وقت تُسجل فيه الجزائر تراجعاً في تأثيرها السياسي والدبلوماسي بالمنطقة، خاصة بعد واقعة إسقاط جيشها لمسيرة "درون" تابعة للجيش النظامي المالي، وهي الواقعة التي تسبب في توتر دبلوماسي كبير بين الجزائر وباماكو، وقد تضمت النيجر وبوركينا فاصو مع مالي في هذا الصدام. كما أن العلاقات بين الجزائروالنيجر تعيش على وقع التوتر، جراء قيام السلطات الجزائرية منذ بداية أبريل الجاري، بطرد الآلاف من المهاجرين من أراضيها إلى أراضي النيجر، في ظروف إنسانية صعبة، الأمر الذي يُهدد بعودة التوتر الحاد بين البلدين، مثلما وقع في أبريل من العام الماضي بسبب نفس القضيىة.