1. الرئيسية 2. تقارير بعدما منعهم المغرب من دخول العيون.. داعمون للبوليساريو يعترفون بأن مهمتهم كانت سياسية وليس حقوقية بالدرجة الأولى الصحيفة الأحد 30 مارس 2025 - 15:00 كشفت تصريحات صحفية أدلى بها ناشطون إسبان مؤيدون لجبهة "البوليساريو"، بعد أن منعت السلطات المغربية أمس السبت دخولهم إلى مدينة العيون، أن الهدف من مهمتهم لم يكن فقط ذات طابع حقوقي كما زعموا في البداية، بل حملت أجندة سياسية واضحة، ما ينسف ادعاءاتهم بكونهم جاؤوا في إطار مراقبة حقوق الإنسان. وجاءت تصريحات هولاء النشطاء التي نقلتها وكالة الانباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس" مباشرة بعد عودتهم إلى جزر الكناري على متن الطائرة التي نقلتهم إلى العيون، ويتعلق الأمر بخيسوس مايسترو، النائب السابق في برلمان أراغون والناشط المعروف بمواقفه الداعمة للبوليساريو، وروزا ماريا فرنانديز الداعمة بدورها للجبهة الانفصالية، إلى جانب الصحفية غارا سانتانا، من موقع "إلدياريو" الإسباني الإخباري، وكانوا ينوون الدخول إلى العيون ضمن ما وصفوه ب"مهمة حقوقية". إلا أن تصريحات مايسترو بعد ترحيله، وفق ما أوردته "أوروبا بريس" كشفت نية الوفد الحقيقية، حيث قال إن الزيارة كانت تهدف أيضا إلى "التنديد باستغلال الشركات الأوروبية، من ضمنها شركات إسبانية، للموارد السياحية في الصحراء"، وهو ما يعكس توجها سياسيا واضحا، بعيدا عن الخطاب الحقوقي المعلن. السلطات المغربية تمنع دخول نشطاء إسبان داعمين للبوليزاريو إلى مدينة العيون pic.twitter.com/eCJGQXerQm — الصحيفة - Assahifa (@assahifa_ar) March 30, 2025 واعترف مايسترو في تصريحاته للوكالة المذكورة، أن هدفهم كان "فضح" ما سماه ب"الاستغلال السياحي غير المشروع" من طرف شركات تستثمر في الفنادق وطاقة الرياح على شواطئ الصحراء، وهو خطاب يتماهى مع أطروحات جبهة البوليساريو التي تكررها في العديد من بلاغاتها. وادعى الناشط الإسباني الداعم للبوليساريو أن المغرب يطور سوقا سياحيا مزدهرا على السواحل الصحراوية، وقال إن "كل ذلك يتم خارج إطار القانون الدولي"، في إشارة مباشرة إلى رفضه للسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، وتبنيه لأطروحة الانفصال. وبالرغم من محاولاتهم الترويج بأن زيارتهم كانت مرتبطة بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الإقليم لفائدة جمعية "CAES Sahara" الموالية للبوليساريو إلا أن أجندتهم السياسية انكشفت من خلال حديث الوفد عما وصفوه ب"الاحتلال غير الشرعي" و"الاستغلال الأوروبي للثروات"، وهو خطاب سياسي بامتياز يتجاوز الجانب الحقوقي. وقال خيسوس مايسترو إن طريقة منعه من النزول من الطائرة بأنها تمت "دون نقاش"، حيث وقف أمامه رجل بلباس مدني بنظرة تحدٍّ، تبعه اثنان آخران، وقاموا بمنعه من التقدم، مشيرا إلى أن العناصر المغربية كانوا يحملون صورهم ويعرفون بهوياتهم مسبقا. وانتقد مايسترو ما سماه "عدم تدخل الحكومة الإسبانية"، معتبرا أن موقفها "يشجع المغرب على التمادي"، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن من مدريد حول الحادث. ويأتي منع هؤلاء النشطاء الإسبان من دخول العيون بعد أسابيع قليلة من منع وفد مماثل حاول الدخول إلى الصحراء المغربية عبر العيون، تحت اسم "وفد من البرلمان الأوروبي"، وهو ما يؤكد أن الرباط بدأت تنهج سياسة صارمة في التعامل مع هؤلاء الموالين للبوليساريو الذين يدخلون إلى الصحراء بمبرر استطلاع الأوضاع الحقوقية، في حين يخفون أجندات سياسية. وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد علق على محاولة دخول وفد أوروبي إلى العيون قائلا "إن محاولة أربعة نواب من البرلمان الأوروبي واثنين من مرافقيهم دخول مدينة العيون بطريقة غير قانونية هي محاولة تشويش ليس لها أي تأثير"، مشددا على أن المغرب يمارس سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية كما هو الحال في باقي ترابه الوطني. وأوضح بوريطة ذلك في معرض جوابه على سؤال أحد الصحفيين خلال ندوة صحفية مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون والإدماج الإقليمي لجمهورية الرأس الأخضر عقب مباحثات بينهما، حيث أضاف أن "المغرب، بما فيه أقاليمه الجنوبية، يستقبل بكل سلاسة سنويا ملايين السياح، بالإضافة إلى المسؤولين والوفود الرسمية الذين يزورون البلاد"، مستشهدا بالزيارة التي قام بها رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي إلى مدينة العيون، فضلا عن الزيارات العديدة التي يقوم بها رجال الأعمال والمسؤولون الدوليون. كما أكد الوزير أن " زيارة المغرب، على غرار كل دول العالم، سواء كانت رسمية أو سياحية أو تتعلق بمهام معينة، تخضع لإجراءات تنظيمية واضحة وفي إطار منظم وفق القوانين الجاري بها العمل ". وخلص إلى أن "كل من يحترم هذه القواعد فهو مرحب به، بينما يتم تطبيق القانون على كل من يحاول تجاوزها، تماما كما هو الحال في أي دولة أخرى"، مؤكدا أن هذه المحاولات لا تؤثر على مسار المغرب الذي يمارس سيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية كما هو الحال في باقي ترابه الوطني.