1. الرئيسية 2. تقارير 11 منهم طردهم المغرب منذ بداية 2025.. الرحلات الجوية المباشرة بين إسبانيا والصحراء تتحول إلى "منفذ" لداعمي "البوليساريو" الصحيفة – حمزة المتيوي الأثنين 3 مارس 2025 - 14:02 أصبح الخط الجوي المباشر الذي يَربط بين مدريدوالداخلة، إحدى المنافذ الرئيسية لدخول داعمي جبهة "البوليساريو" الانفصالية إلى الأقاليم الصحراوية، الأمر الذي كانت آخر تمظهراته وصول الكاتب العام للكونفدرالية العامة للشغل، المكلف بالعلاقات الدولية، إلى المدينة للقاء بمجموعة من النشطاء الانفصاليين، قبل أن يتم طرده من قبل السلطات المغربية. وفي المحصلة، طردَ المغرب 11 شخصا يحملون الجنسية الإسبانية من الأقاليم الصحراوية خلال سنة 2025، بسبب ارتباطاتهم بجبهة "البوليساريو" الانفصالية، بما في ذلك البرلمانيون والصحافيون، الأمر الذي تسبب في "إحراج" حكومة بيدرو سانشيز، التي وجدت نفسها مطالبة بتقديم المساعدة لمواطنيها من جهة، ومن جهة أخرى الحفاظ على علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، التي لم تتحسن إلا بعد إعلان دعمها مقترح الحكم الذاتي المغربي سنة 2022. نقابي داعم للانفصاليين ويوم أمس الأحد، تأكد طرد الكاتب العام للكنفدرالية العامة الإسبانية للشغل، المكلف بالعلاقات الدولية، دافيد بلانكو، من مدينة الداخلة باتجاه أكادير، قبل أن يغادر على متن أول طائرة إلى بلاده، وذلك بعدما حل بالأقاليم الجنوبية على متن رحلة سياحية انطلاقا من مدريد، قبل أن يعقد اجتماعات مع من يوصفون ب"بوليساريو" الداخل. في تصريحات لصحيفة "إل إنديبينديينتي"، أكد النقابي الإسباني أنه التقى بمجموعة من الانفصاليين، من أجل تجميع معطيات حول ما وصفها حالات "القمع والاختطاف والتعذيب في السجون"، مبرزا أن مُرافقه هو ناشط إعلامي موالٍ للبوليساريو، وقد جرى استدعاؤه داخل الفندق الذي يقيم فيه من طرف عناصر الأمن المغاربة لإخباره بضرورة مغادرة المدينة. ووفق بلانكو فإن 6 من عناصر الشرطة طلبوا منه مغادرة المدينة، وعند سؤالهم عن السبب أخبروه بأنه "شخص غير مرغوب فيه"، ليقوم مباشرة بجمع أغراضه والتوجه إلى مدينة أكادير على متن سيارة أجرة، ومن هناك استقل طائرة إلى إسبانيا، في حين أكد مرافقه الموالي للانفصاليين، في تصريحات صحفية، أن رغبته كانت الحد من ترويج المغرب للداخلة "كوجهة سياحية". من مدريد للداخلة وصول السياسيين والحقوقيين والنقابيين الإسبان، الداعمين لجبهة "البوليساريو"، إلى الأقاليم الصحراوية، أصبح أكثر سهولة بسبب الخط الجوي المباشر الذي تؤمنه شركة "ريان إير" منخفضة التكلفة، بين مطار "باراخاس" في مدريد ومطار الداخلة، والذي أعلن عنه المكتب الوطني المغربي للسياحة منتصف نونبر الماضي، رفقة خط آخر يربط بين الداخلة وجزيرة "لانثاروتي" في إقليم الكناري. هذا الخط الذي انطلق في يناير الماضي، والذي يرتبط باتفاق ترعاه الحكومة المغربية لتطوير المجال السياحي في الداخلة طيلة السنوات الأربع المقبلة، يُفسِّر التزايد المطرد في وصول داعمي الانفصال من إسبانيا، ليصل عدد المطرودين منهم إلى 11 منذ بداية العام الجاري فقط، وفق أرقام تقارير إسبانية، هؤلاء يرون أن لديهم "الحق" في "مراقبة وضع حقوق الإنسان" بالصحراء. هذا الأمر تسبب في مشكلة جديدة لحكومة سانشيز، التي أصبحت مطالبة بمد يد لمواطنيها عند طردهم من المغرب، لكن هؤلاء يدَّعون أن سفارة بلادهم أو مصالحهم القنصلية لا تتواصل معهم في مثل هذه الحالات، الأمر الذي دفع المتحدثة باسم الحكومة، بيلار غارسيا، إلى نفي ذلك بشكل رسمي بتاريخ 21 يناير 2025، مبرزة أنهم "يتلقون المساعدة" لكن عن السفارة الإسبانية في الرباط. عبر العيون أيضا ويوم 20 فبراير الماضي، كان النائب الإسباني في البرلمان الأوروبي، عن حزب "بوديموس" اليساري الداعم لجبهة "البوليساريو"، واحدا من بين 4 نواب أوروبيين جرى منعهم إلى جانب مرافقيهم من النزول في مطار العيون، الذي وصلوا إليه، عبر رحلة جوية سياحية مباشرة من جزر الكناري، قبل أن يتم طردهم من المدينة، وذلك بعد محاولتهم عقد اجتماعات مع عناصر انفصالية دون علم السلطات المغربية. هذه الخطوة أبانت أن الرباط صارت تتخذ نهجا أكثر تشددا تجاه الشبكات الداعمة ل"بوليساريو الداخل"، وتعليقا على ترحيل النواب الأوروبيين الحاملين لجنسيات فنلندا والبرتغال وإسبانيا، وصف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ما جرى بأنه "لا حدث" وأضاف، خلال ندوة بالرباط يوم 25 فبراير الماضي، أن الأمر كانت يتعلق ب"محاولة تشويش". وتأكيدا لأن هذه الواقعة لم تكن الأولى، أورد الوزير المغربي أن ما جرى يندرج ضمن "محاولات متكررة لإثارة توترات مفتعلة، إلا أن المغرب يظل متمسكًا بممارسة سيادته الكاملة على جميع أراضيه"، وهي تحركات وصفها بأنها "لا تأثير لها"، مبرزا أن "الأقاليم الجنوبية من الأماكن المفتوحة أمام الجميع، بما في ذلك الزيارات الرسمية وحضور المؤتمرات، لكن ذلك يتم وفق النظام والضوابط".