1. الرئيسية 2. المغرب الكبير بعد أن سحب سفير بلاده واحتج على دعم فرنسا لمغربية الصحراء.. تبون يعود ليدعو ماكرون لحل الخلاف مع الجزائر الصحيفة من الرباط الأحد 23 مارس 2025 - 15:11 قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، هو "المرجع الوحيد" لحل الأزمة الحالية بين الجزائروفرنسا، متجاهلا في كلامه الإشارة إلى قضية الصحراء المغربية كأحد الملفات التي يجب مناقشتها معه، رغم أن ماكرون هو من أعلن دعم فرنسا لسيادة المغرب على الصحراء، وهو الموقف الذي بسببه سحبت الجزائر سفيرها من باريس. وأضاف تبون في حوار متلفز مع الصحافة الجزائرية أمس السبت، قائلا "لكي لا نسقط في الجلبة أو الفوضى السياسية هناك (في فرنسا)، أقول فقط ثلاث كلمات، نحن نُبقي على الرئيس ماكرون كمرجع وحيد"، مشيرا إلى أن "كل المشاكل يجب أن تُحل معه أو مع من يفوضه، أي وزراء الخارجية". والمثير في تصريح تبون حسب ما نقلته الصحافة الفرنسية، أنه وصف الأزمة الحالية بأنها "صُنعت من لا شيء"، دون الإشارة إلى ملف الصحراء، بخلاف تصريحه منذ سنوات عندما نشبت الأزمة بين الجزائر وإسبانيا بسبب موقف سانشيز الذي أعلن فيه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، حيث قال تبون حينها بأن حل الأزمة مع مدريد رهين بتراجع سانشيز عن موقفه. ورغم الانتقادات المتكررة من الجزائر للموقف الفرنسي من قضية الصحراء، ولا سيما بعد زيارة وزيرة الثقافة رشيدة داتي ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشي إلى الإقليم الجنوبي للمغرب، لم يُشر تبون في تصريحه الأخير إلى هذه القضية بشكل مباشر. واكتفى الرئيس الجزائري بالقول إن "الصداقة بين فرنسا والمغرب لا تُزعجنا على الإطلاق، خلافا لما يُقال"، لكنه شدد على أن "الزيارات الاستفزازية" حسب الوصف الجزائري، للمسؤولين الفرنسيين إلى الصحراء "تطرح إشكالا وتخالف الشرعية الدولية والأممالمتحدة"، في حين أن الواقع يشير إلى أن الجزائر هي التي أبدت غضبها الشديد من تلك الزيارات عبر قصاصات وزارة الخارجية، وليس الأممالمتحدة. وتأتي تصريحات تبون في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائروباريس توترا ملحوظا بسبب عدد من القضايا الحساسة الأخرى، من بينها طرد الجزائريين من الأراضي الفرنسية، إلى جانب أزمة طرد مؤثرين جزائريين من فرنسا ورفض الجزائر استقبالهم. وفيما يخص طرد الجزائريين من فرنسا، أكد تبون في ذات اللقاء الإعلامي أن هناك عشرات الحالات يوميا تصدر بحقهم قرارات ترحيل "بسبب مواقفهم، مثل شاب طُرد لأنه ندد بالإبادة في غزة"، واعتبر أن ذلك يمس بحرية التعبير. وعلى الرغم من كل هذه التوترات، أصر تبون على وصف ماكرون ب"نظيره"، مشيرا إلى أن العلاقة بينهما شهدت "فترات شد وجذب"، لكنه أكد أن "التعاون يجب أن يتم مع ماكرون دون سواه". وشدد تبون على أهمية الحفاظ على علاقات قوية مع فرنسا، حيث قال "لدينا علاقات ممتازة وكثير من الأصدقاء هناك يحبون الجزائر"، في إشارة إلى رغبة الجزائر في الفصل بين الخلافات السياسية والعلاقات الثنائية الأوسع. ويرى مراقبون أن تصريحات تبون تحمل إشارات براغماتية تُبقي باب الحوار مفتوحا مع قصر الإليزي، رغم خلافات متراكمة، أبرزها دعم ماكرون الصريح لمغربية الصحراء، وهو ما تعتبره الجزائر خطا أحمر في سياساتها الخارجية. كما يضيف آخرون أن هذه الخرجة من طرف الرئيس الجزائري، تأتي بعد إعلان باريس نيتها باتخاذ إجراء "الرد التدريجي" على رفض الجزائر التعاون في مسألة الهجرة، وهو "التهديد" الذي رفعه وزير الداخلية برونو ريتايو الذي هدد بالاستقالة إذا فُرض عليه التراجع عن سياسته الصارمة تُجاه الجزائر