1. الرئيسية 2. تقارير كاتب إسباني يُبرز أكبر "ضربة" تلقّتها جبهة البوليساريو في قضية الصحراء المغربية خلال 2024 الصحيفة – بديع الحمداني السبت 28 دجنبر 2024 - 9:00 أبرز الكاتب الإسباني، لويس بورتييو، المعروف بدفاعه عن أطروحة جبهة البوليساريو، أكبر "ضربة" تلقّتها الجبهة خلال سنة 2024 في قضية الصحراء المغربية، وذلك في مقال نشرته صحيفة "إل إندبندينتي"، معترفا بأن الجبهة الانفصالية راكمت إخفاقات وتراجعات كبيرة لصالح المغرب خلال هذه السنة التي تقترب من إسدال ستارها. وحسب بورتييو، فإن أكبر ضربة التي وصفها ب"المؤلمة" هي التي تتعلق بقرار جمهورية بنما تعليق اعترافها بما يُعرف ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وهو القرار الذي جاء بعد عقود من اعتراف بنما بالجبهة منذ عام 1978، حيث كانت أول دولة في أمريكا اللاتينية تُقدم على هذه الخطوة. وعبّر الكاتب عن أسفه تجاه هذا التطور، معتبرا أن خطوة بنما تُظهر التأثير المتزايد للدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن هذه "الضربة" تأتي في إطار ما وصفه ب"المحاولات المغربية المستمرة" لتقويض موقف البوليساريو دوليا. وأوضح الكاتب أن هذا القرار ليس الأول من نوعه، حيث سبقت بنما دولة الإكوادور في اتخاذ خطوة مشابهة، موجها اتهامات لحكومات تلك الدول بالتنازل عما وصفه ب"مبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي" مقابل وعود اقتصادية من المغرب، دون أن يشير إلى خروقات حقوق الإنسان التي ترتكبها البوليساريو في حق الصحراويين المحتجزين في تندوف، وعدد كبير من الصحراويين الآخرين الذين يحملون الجنسية الإسباني. الكاتب، الذي انتقد باستمرار سياسات المغرب في الصحراء، اعتبر أن تعليق العلاقات الدبلوماسية مع البوليساريو يعكس فشل الجبهة في الحفاظ على دعمها الدولي، وخصوصا في منطقة أمريكا اللاتينية، مشيرا إلى أن "العمل الدبلوماسي المغربي" لا يقتصر على أمريكا اللاتينية، بل يمتد إلى دول أخرى مثل الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أن المغرب يستخدم أدوات متنوعة، من بينها وسائل الإعلام المحلية والدولية، للترويج لموقفه. كما أشار المقال إلى أن الموقف المتغير في أمريكا اللاتينية يعكس تحولا في المواقف الدولية تجاه النزاع في الصحراء المغربية، في ظل استثمارات مغربية ضخمة وتحركات دبلوماسية فعالة، مبديا استياءه من ما وصفه ب"تأثير المغرب في إسبانيا أيضا"، حيث انتقد ما وصفه ب"اللوبي المؤيد للمغرب" داخل الطبقة السياسية الإسبانية، معتبرا أن هذه التحركات تقوض "حق تقرير المصير للشعب الصحراوي". وفي محاولة لفهم أسباب هذا التغير، رأى الكاتب أن ضعف جبهة البوليساريو في تقديم نفسها كبديل سياسي فعال ساهم في تراجع الدعم الدولي لها، إلى جانب التركيز المغربي على بناء تحالفات استراتيجية مع قوى اقتصادية وسياسية دولية. وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي وجهها الكاتب للمغرب، إلا أنه اعترف بأن التغيرات الجيوسياسية والدبلوماسية الأخيرة تصب في مصلحة المغرب.