عادت 5 دول سبق لها أن جمدت اعترافها بالجمهورية الصحراوية -على إثر الجولة التي قام بها عبد الرحمان اليوسفي في عدد من دول أمريكا اللاتينية عندما كان وزيرا أول لحكومة ما سمي بالتناوب التوافقي- إلى الاعتراف من جديد بدولة البوليساريو. وأعلن الأسبوع الماضي، بعاصمة الأوروغواي، عن اتفاق يقضي بتعزيز «العلاقات الدبلوماسية والصداقة والتعاون طبقا لمعايير ومبادئ القانون الدولي بين هذه الأخيرة وجبهة البوليساريو». وتأتي عملية ربط العلاقات الدبلوماسية بين البوليساريو ودولة البراغواي أياما قلائل بعد إعلان دولة فانواتو اعترافها بالجبهة. وكشف إبراهيم غالي، سفير الجبهة لدى الجزائر، أن عدد الدول التي تعترف رسميا بدولة البوليساريو قد ارتفع إلى 85 دولة بعدما كان هذا العدد لا يتجاوز 80 دولة قبل المؤتمر الأخير الذي عقده الصحراويون بتفاريتي. وتحدث غالي، خلال ندوة صحفية نشطها بمقر السفارة بالجزائر أول أمس السبت، عما اسماه ب«انتصارات ومكاسب جبهة البوليساريو منذ مؤتمرها ال12 المنعقد في ديسمبر الماضي». وكشف مصدر من الجبهة ل»المساء» أن إعلان خمس دول، سبق لها أن جمدت اعترافها بالجبهة بداية القرن الحالي، جاء نتيجة نشاط دبلوماسي غير معتاد بذله شقيق أحمد البوخاري، ممثل الجبهة لدى الأممالمتحدة، بعدد من دول أمريكا اللاتينية، موظفا بذلك علاقته السابقة بمنظمات المجتمع المدني بإسبانيا التي عمل سفيرا بها. وحسب المصدر ذاته، فإن شقيق البوخاري استغل كذلك عدم مواكبة الدبلوماسية المغربية للإنجازات التي حققتها في عهد الوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي، الذي قام بزيارة لعدد من دول أمريكا اللاتينية، استطاع من خلالها أن يقنع عددا من الدول التي كانت تعرف بالجمهورية الصحراوية بالتخلي عن هذا الموقف. كما تكللت الجهود التي قام بها السفير السابق للجبهة بجنوب إفريقيا، أوبي البشير، الذي يشغل حاليا منصب سفير بنيجريا، بإقناع عدد من الدول الإفريقية بإعلان اعترافها بالجبهة بعد أن كانت تعترف بها سرا. واعتبر مصطفى ناعومي، باحث في الشؤون الصحراوية وعضو الكوركاس، إعلان الجبهة عن اعتراف 85 دولة بها مجرد مسألة رمزية لن تغير من واقع الأمر شيئا. وأشار عضو الكوركاس، في تصريح ل«المساء»، إلى أن تعمد البوليساريو إعلان هذه الاعترافات في هذا الوقت بالذات، لا يعدو أن يكون وسيلة من وسائل التأثير السيكولوجي على المنتظم الدولي، وأن ما تقوم به الجبهة مجرد مناورة للفت انتباه القوى العظمى التي تدعم موقف المغرب. وحسب ناعومي، فإن المغرب يراهن على منطق آخر مخالف لما تقوم به جبهة البوليساريو، يقوم على مساندة الدول الكبرى، مضيفا في السياق ذاته أن البوليساريو مازالت تلعب على الورقة الدولية، وهو منطق متجاوز في الوقت الحالي. وأبرز ناعومي أن المغرب استطاع أن يقنع الحزب الشعبي الإسباني بموقفه بكون ما هو موجود حاليا على الواقع هو لصالح المغرب، وأن الحل الأمثل هو الحكم الذاتي، وأن خيار الاستفتاء يبقى بعيد المنال، كما أن مقولة المشروعية الدولية التي تراهن عليها الجبهة تتنافى كليا مع الواقع.