في خطوة مفاجئة، قرّرت غينيا بيساو إعادة بناء علاقاتها مع الجمهورية المزعومة للبوليساريو، منذالأربعاء 27 ماي 2009، وذلك بعد مرور أقل من 3 أشهر على الانقلاب العسكري الذي أودى بنظام الرئيس جواو برناردو فييرا الذي لقي حتفه على أيدي جنود، وبعد ساعات من مقتل رئيس أركان جيشه باتيستا تاجمي نا واي في هجوم استهدف مقر قيادة الجيش في العاصمة بيساو. وأمضى جواو برناردو فييرا الملقب نينو (69 عاما)، الذي اغتيل في الانقلاب نحو 23 عاما رئيسا لغينيا بيساو. وأعيد انتخابه رئيسا في 2005, وذلك بعد ست سنوات من نهاية حرب أهلية استمرت 11 شهرا (1998/1999) أبعدته عن السلطة. وقال خليل الحداوي، سفير مغربي سابق، إن قضية سحب أو الاعتراف بالجمهورية المزعومة غالبا ما ارتبط بتغيير النظام السياسي، مستشهدا بنموذج دولة الباراغواي في أمريكا اللاتينية التي اعترفت بجمهورية البوليساريو في عهد النظام الشيوعي، ثم سحبت اعترافها عند مجيء نظام منتخب، وعادت في المرة الثالثة للاعتراف بالجمهورية المزعومة بعد عودة الشيوعيين إلى الحكم. وأكد الحداوي أن غينيا بيساو تصرفت بنفس المنطق، وهو منطق العديد من الدول التي تعترف ثم تسحب ثم تعترف وهكذا، فهي دولة من بين دول إفريقية أخرى كانت من بين أول من اعترف بما يسمى بالجمهورية الصحراوية في 15 مارس 1976, ثم سحبت الاعتراف بها في 2 أبريل 1997, ثم عادت من جديد لتربط علاقتها بها أمس الأربعاء بعد انقلاب عسكري أودى بحياة الرئيس وزوجته وأطاح بنظامه. واستبعد الحداوي أن يكون ثمة تأثير لهذا القرار على السياسة المغربية في أفريقيا، إذ الأمر لا يتعلق سوى بدولة صغيرة جدا في الغرب الافريقي، تأثيرها محدود جدا بين دول القارة.