1. الرئيسية 2. تقارير التقارب السياسي المتنامي بين المغرب والتشيلي يدفع مصدري هذا البلد إلى البحث عن سبل الاستفادة من المغرب كبوابة نحو إفريقيا الصحيفة - بديع الحمداني الجمعة 13 دجنبر 2024 - 9:00 يشهد التعاون السياسي والاقتصادي بين المغرب والتشيلي تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث تسعى الشيلي إلى الاستفادة من موقع المغرب الاستراتيجي كبوابة رئيسية نحو القارة الإفريقية، بعد التقارب السياسي الذي يأتي في سياق دعم التشيلي لمبادرات المغرب السياسية، أبرزها مخطط الحكم الذاتي للصحراء. وفي هذا الإطار، اجتمع المدير العام لشركة "فروتاس دي تشيلي"، ميغيل كانالا-إتشيفيريا، مع سفيرة المغرب لدى الشيلي كنزة الغالي، ومديرة إدارة الأمريكيتين بوزارة الخارجية المغربية، نزهة عطاها، لبحث فرص تعزيز التجارة الثنائية بين البلدين. وحسب مصادر إعلامية تشيلية، فإن الاجتماع أبرز أهمية المغرب كسوق رئيسي ومركز للتوزيع بفضل استقراره السياسي والاقتصادي وموقعه الجغرافي المميز، حيث يرى المصدرون الشيليون أن ميناء طنجة المتوسطِ يشكل محورا لوجستيا استثنائيا يربط 186 ميناء في 77 دولة. وقال كانالا-إتشيفيريا في هذا السياق، "حتى الآن لا نُصدّر الفاكهة الطازجة إلى المغرب بسبب وجود قضايا متعلقة بالصحة النباتية يتم التوافق عليها بين هيئة الزراعة التشيلية والجهة المغربية المعنية. لكن من الواضح أن عدم وجودنا في المغرب يقلل من فرصنا داخل إفريقيا، وهو قارة نرغب أن نكون من أوائل المزوّدين لها بالفاكهة الطازجة." وأضاف المسؤول التشيلي ذاته بأن المغرب هو البوابة المثالية لإفريقيا، خاصة "أنه يمتلك موانئ وبنية لوجستية مناسبة لشحناتنا المبردة، بحيث تُوزّع إلى بقية القارة. يمكن أن يصبح المغرب مركزا هاما للفاكهة الشيلية، كما هو حال ميناء هولندا في أوروبا.''، فمع وجود 54 دولة و1.25 مليار نسمة، فإن أهمية إفريقيا كسوق محتملة للفاكهة الشيلية واضحة. ومن جانبها، أبرزت سفيرة المغرب، كنزة الغالي، حسب المصادر التشيلية، في هذا اللقاء، المؤهلات المغربية، حيث أشارت إلى المملكة تمتلك حوالي 50 اتفاقية تجارة حرة واتفاقيات تجارية مع مناطق مختلفة من العالم، خاصة مع أوروبا والولايات المتحدة، مضيفة أن المغرب بالفعل هو أكبر مستورد إفريقي للفواكه الجافة التشيلية. وذكرت السفيرة المغربية أن هناك فرصا استثمارية وتجارية كبيرة تقدمها حاليا الأقاليم الجنوبية للمغرب، التي توفر وصولا مباشرا إلى بقية القارة، مشيرة إلى أن هذه الأقاليم تشهد نموا اقتصاديا واجتماعيا سريعا في العقود الأخيرة، كما يتمتع المغرب أيضا بأطول خط ساحلي في إفريقيا، وتُنفذ في البلاد حاليا عدة مشاريع بنية تحتية كبيرة، بما في ذلك بناء ميناء الداخلة الأطلسي، الذي يقع على بعد 40 كم شمال الداخلة. وقالت الصحافة التشيلية، إنه لا توجد اتفاقية تجارة حرة بين تشيلي والمغرب، لكن السفيرة المغربية أشارت إلى أن ما يقف وراء تأخر وجود علاقات تجارية متينة بين البلدين ترجع إلى المشاكل الإدارية "أكثر من كونها مشاكل في إرادة البلدين"، مضيفة بالقول "نحن بحاجة إلى المضي قدما في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق يعود بالفائدة على كلا البلدين".