1. الرئيسية 2. دولي انفجار أجهزة لاسلكية لحزب الله يثير مخاوف من تصعيد إقليمي مع إسرائيل ليلى بسام - مايا الجبيلي* الخميس 19 شتنبر 2024 - 9:00 انفجرت أجهزة اتصال لاسلكية محمولة تستخدمها جماعة حزب الله المسلحة يوم الأربعاء في جنوبلبنان في أدمى يوم منذ بدء القصف المتبادل عبر الحدود بين الجماعة اللبنانية وإسرائيل قبل ما يقرب من عام، مما يؤجج التوتر غداة وقوع انفجارات مماثلة في أجهزة اتصال لاسلكي تعرف باسم (بيجر) خاصة بالجماعة. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 20 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من 450 يوم الأربعاء، كما ارتفع عدد القتلى في انفجارات يوم الثلاثاء إلى 12 بينهم طفلان، فضلا عن إصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص. ولم يعلق المسؤولون الإسرائيليون على الانفجارات، لكن مصادر أمنية قالت إن جهاز الموساد هو المسؤول عن ذلك. وقال أحد مسؤولي حزب الله إن الواقعة تمثل أكبر خرق أمني في تاريخ الجماعة. وتزامنت هذه العمليات، التي بدت وكأنها قد دفعت حزب الله إلى حالة من الفوضى، مع الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 11 شهرا في غزة، مما أدى إلى تزايد المخاوف من تصعيد على حدودها مع لبنان وخطر اندلاع حرب إقليمية شاملة. وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت أن الحرب دخلت مرحلة جديدة يوم الأربعاء ينتقل مركزها إلى منطقة الحدود الشمالية التي تشهد نقل المزيد من القوات والموارد. وأضاف في تصريحات أدلى بها في قاعدة جوية "نفتح مرحلة جديدة في الحرب.. تتطلب الشجاعة والتصميم والمثابرة منا". واتهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إسرائيل بأنها تدفع "المنطقة برمتها إلى هاوية حرب إقليمية" من خلال مواصلة التصعيد الخطير على عدة جبهات. ونفت الولاياتالمتحدة أن يكون لها أي دور في الانفجارات، وقالت إنها تبذل جهودا دبلوماسية مكثفة لتجنب تصعيد الصراع. وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته إن إسرائيل أبلغت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء بأنها ستفعل شيئا في لبنان. وأضاف أن إسرائيل لم تقدم تفاصيل وأن العملية نفسها كانت مفاجأة لواشنطن. ووقع انفجار واحد على الأقل بالقرب من جنازة نظمها حزب الله لقتلى يوم الثلاثاء الذين سقطوا في تفجير الآلاف من أجهزة البيجر الذي تسبب أيضا في إصابة كثير من مقاتلي الجماعة في أنحاء لبنان. وقال مراسل لرويترز في الضاحية الجنوبيةلبيروت إنه رأى أعضاء حزب الله يخرجون البطاريات بهلع من أي أجهزة اتصال لاسلكية لم تنفجر، ويرمون الأجزاء في براميل معدنية. ولجأ حزب الله إلى استخدام أجهزة البيجر وأجهزة اتصال أخرى منخفضة التكنولوجيا في محاولة لتفادي مراقبة إسرائيل للهواتف المحمولة. وأوضح الصليب الأحمر اللبناني على موقع التواصل الاجتماعي إكس إن 30 من فرق الإسعاف استجابت لانفجارات متعددة في مناطق مختلفة، بما في ذلك جنوبلبنان وسهل البقاع. وأظهرت صور فحصتها رويترز لأجهزة اتصال لاسلكي محمولة من تلك التي انفجرت يوم الأربعاء لوحة داخلية مكتوب عليها "آيكوم" و"صنع في اليابان". وآيكوم هي شركة اتصالات لاسلكية وهاتفية مقرها اليابان، وذلك وفقا لموقعها على الإنترنت. وقالت الشركة إن إنتاجها من النموذج (آي سي-في82)، الذي بدا مطابقا لتلك الأجهزة الموجودة في الصور الواردة من لبنان يوم الأربعاء، توقف إنتاجه تدريجيا في 2014. وقال مصدر أمني إن حزب الله اشترى أجهزة الاتصال اللاسلكي قبل خمسة أشهر في الوقت نفسه تقريبا الذي اشترت فيه الجماعة أجهزة البيجر. وفي تفجيرات يوم الثلاثاء، قالت مصادر إن جواسيس إسرائيليين فجروا عن بعد متفجرات زرعوها في طلبية لحزب الله تشمل خمسة آلاف جهاز بيجر قبل دخولها لبنان. ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا يوم الجمعة لمناقشة تفجيرات أجهزة البيجر بطلب من الدول العربية. وأفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية بأن سفير طهران في لبنان أصيب بجروح سطحية في الانفجارات التي وقعت يوم الثلاثاء. لكن صحيفة نيويورك تايمز ذكرت يوم الأربعاء نقلا عن اثنين من أعضاء الحرس الثوري الإيراني أن السفير فقد إحدى عينيه وأصيبت الأخرى بشكل خطير عندما انفجر جهاز بيجر كان يحمله. وقال السفير الإيراني لدى الأممالمتحدة في رسالة إن طهران "تحتفظ بحقها بموجب القانون الدولي في اتخاذ التدابير اللازمة التي تراها ضرورية للرد". حزب الله يطلق صواريخ تعهد حزب الله بالثأر من إسرائيل. وقالت الجماعة يوم الأربعاء إنها هاجمت مواقع للمدفعية الإسرائيلية بصواريخ في أول ضربة توجهها إلى إسرائيل عقب إصابة الآلاف من أعضائها في انفجار أجهزة البيجر. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لم ترد أنباء عن وقوع أي أضرار أو إصابات. وقال مهند حاج علي، من مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت "حزب الله يريد تجنب حرب شاملة... لكن بالنظر إلى نطاق هذا وتأثيره على العائلات وعلى المدنيين، فسوف تكون هناك ضغوط من أجل رد أقوى". وتتبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي، مما أجج مخاوف من اتساع رقعة صراع الشرق الأوسط وأن يجر إليه الولاياتالمتحدةوإيران. وقبل الانفجارات، كان أعلى عدد من القتلى الذين سقطوا في يوم واحد في لبنان هو 11 قتيلا وذلك جراء قصف إسرائيلي الشهر الماضي، وفقا للإحصاءات الرسمية. وقال جالانت إن إسرائيل، التي تعهدت بإعادة السكان الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم في الشمال، تنقل قوات وموارد إلى منطقة الحدود مع لبنان. وقالت مصادر إسرائيلية إن هذا يشمل الفرقة 98 في الجيش، التي تضم تشكيلات من القوات الخاصة (الكوماندوز) والمظليين، والتي تتحرك من غزة إلى الشمال. وقال جالانت في تصريحات أصدرها مكتبه "إن 'مركز الثقل' يتحرك شمالا، وهذا يعني أننا نخصص القوات والموارد والطاقة للساحة الشمالية". واندلاع حرب شاملة مع إسرائيل قد يؤدي إلى تدمير لبنان الذي ضربته أزمات متتالية في السنوات الماضية منها الانهيار المالي في 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 2020. وقد يؤدي التوتر المتزايد أيضا إلى تعقيد الجهود غير المثمرة حتى الآن التي يبذلها الوسطاء، مصر وقطر والولاياتالمتحدة، للتفاوض على وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حليفة حزب الله المدعومة من إيران أيضا. وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي يوم الأربعاء إن من السابق لأوانه تقييم تأثير الانفجارات على محادثات وقف إطلاق النار. وقال حزب الله في بيان إنه سيواصل دعم حماس في غزة ويجب على إسرائيل انتظار رد على مجزرة أجهزة البيجر. وجاء في البيان "المقاومة الإسلامية في لبنان ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته، هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان". وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان إن وفدا من حماس زار جرحى أصيبوا في الانفجارات في المستشفيات اللبنانية يوم الأربعاء. وجاءت الانفجارات في أعقاب سلسلة من الاغتيالات منذ بداية الحرب في غزة طالت قادة ومسؤولين من حزب الله وحماس وتم اتهام إسرائيل بتنفيذها. *وكالة رويترز