1. الرئيسية 2. تقارير رغم عدم تراجعها عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء.. إسبانيا تبرز ضمن المستفيدين من الأزمة السياسية القائمة بين الجزائروفرنسا الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأربعاء 14 غشت 2024 - 9:27 قالت تقارير إعلامية إسبانية، إن الأزمة السياسية التي نشبت بين الجزائروفرنسا بسبب إعلان الأخيرة دعمها لمغربية الصحراء، تتزامن مع توجه الجزائر نحو إعادة علاقاتها الكاملة مع إسبانيا، وهو ما يخدم مصالح مدريد التي تبرز كطرف مستفيد من هذه الأزمة، على اعتبار أن الجزائر ترغب في تعويض أزمتها مع باريس بعلاقات قوية مع إسبانيا. وظهرت مؤشرات هذا التحول في صادرات الغاز الجزائري نحو إسبانيا في الفترة الأخيرة، حيث كشف تقرير نشرته صحيفة "إيكونوميستا" الإسبانية أول أمس الإثنين، عن تصدر الجزائر قائمة البلدان الأكثر تصديرا للغاز الطبيعي المسال إلى إسبانيا، متجاوزة الولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا. وكانت الجزائر إبان أزمتها مع إسبانيا بعد إعلان الأخيرة دعمها لمقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، قد هددت مدريد بإيقاف إمدادات الغاز، ولا سيما في حالة إذا قامت إسبانيا بإعادة تصدير الغاز الجزائري نحو المملكة المغربية. ووفق ال"إيكونوميستا" فان واردات إسبانيا من الغاز الجزائري في شهر يوليوز الماضي، بلغت نسبة 30,8 بالمائة من مجموع ما استوردته إسبانيا من الغاز خلال ذلك الشهر، وبالتالي تصدرت الجزائر قائمة الدول التي تزود إسبانيا بالغاز المسال. وأضافت الصحيفة الإسبانية نقلا عن شركة "Enagas" التي هي من تُشرف على استيراد الغاز الجزائري إلى إسبانيا، بأن الاحصائيات المتعلقة ببداية السنة الجارية إلى غاية متم يوليوز الماضي، تشير إلى أن صادرات الغاز الجزائري إلى إسبانيا ارتفعت بأكثر من 26 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وساهمت هذه الزيادة، حسب المصدر نفسه، في تراجع اعتماد إسبانيا على موردين آخرين، مثل روسياوالولاياتالمتحدة، حيث تراجع الاعتماد على الغاز الروسي بنسبة 6,7 بالمائة، كما سجلت صادرات الغاز من الولاياتالمتحدة إلى إسبانيا تراجعا بنسبة 16,9 بالمائة. ويُشير هذا الارتفاع في صادرات الجزائر من الغاز نحو إسبانيا، عن وجود رغبة جزائرية في إعادة الأمور إلى نصابها مع مدريد، بالرغم من أن إسبانيا لم تتراجع عن موقفها الداعم للمغرب في قضية الصحراء، وهو الموقف الذي كان سببا في الأزمة بين الجزائر وإسبانيا بين مارس 2022 إلى غاية أواخر 2023، وهو السبب أيضا في الأزمة الحالية بين الجزائروفرنسا. جدير بالذكر أن وزير التجارة الجزائري، الطيب زيتوني، أعلن بشكل رسمي في أواخر يوليوز الماضي، عن البداية التدريجية لاستئناف العلاقات التجارية مع إسبانيا، وأشار إلى أن شركة جزائرية لانتاج الحديد تستعد في الأيام المقبلة لتصدير أولى الشحنات إلى إسبانيا. وجاء إعلان الجزائر عن هذه الخطوة بعد يوم واحد فقط، من صدور بيان غاضب عن وزارة الخارجية الجزائرية، تستنكر فيه عزم فرنسا إعلان دعمها للمغرب في قضية الصحراء عبر مساندة الحكم الذاتي، وهددت الجزائر باتخاذ إجراءات ضد باريس. ويرى الكثير من المهتمين بشؤون المنطقة، أن الجزائر تتعامل بمنطق غير مفهوم ومتناقض في قضية الصحراء، ففي الوقت الذي تُهدد فيه بالتصعيد ضد فرنسا بسبب موقفها الداعم لمغربية الصحراء، تقوم باستنئاف علاقاتها مع إسبانيا، بالرغم من أن الأخيرة سبق أن اتخذت نفس الموقف الفرنسي ولم تتراجع عنه.