سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رفع السرية عن وثيقة للاستخبارات الأمريكية يفضح دور الجزائر في إنشاء البوليساريو وكيف تشبث المغرب بصحرائه وكان مستعدا لمواجهة كل ضغوط المجتمع الدولي بما فيها أمريكا
1. الرئيسية 2. تقارير رفع السرية عن وثيقة للاستخبارات الأمريكية يفضح دور الجزائر في إنشاء البوليساريو وكيف تشبث المغرب بصحرائه وكان مستعدا لمواجهة كل ضغوط المجتمع الدولي بما فيها أمريكا الصحيفة – محمد سعيد أرباط الخميس 1 غشت 2024 - 23:32 بدأ المغرب في السنوات الأخيرة يجني ثمار تشبثه الشديد بأراضيه الصحراوية، بالرغم من الضغوطات الكثيرة التي كانت تُمارس عليه في فترة حرجة من هذا الصراع، وبالأخص في السنوات الأولى، إبان إنشاء جبهة البوليساريو وحصولها على الدعم الجزائري ودول أخرى مثل كوبا وليبيا. وفي هذا السياق، كشفت وثيقة سرية للاستخبارات الأمريكية تعود لمكتب الاستخبارات والبحث "INR"، اطلعت "الصحيفة" على جميع مضمونها، (كشفت) الدور الجزائري في هذا النزاع، والأهداف الحقيقية التي تقف وراء افتعاله من طرف الجزائر، بخلاف ما تدعيه الأخيرة من شعارات من قبيل "الحق في تقرير المصير". وتعود هذه الوثيقة إلى سنة 1975، وقد تم رفع السرية عنها في سنة 2012، قبل أن تصبح متاحة للعموم، حيث تتحدث بتفصيل عن صراع الصحراء والأطراف المعنية به، حيث تبدأ بالإشارة إلى المنظور المغربي للنزاع، حيث ترى الرباط، وفق الوثيقة، أن الصحراء كانت جزءا من السلطة التي كانت تحكم المغرب، وأن هناك روابط ثقافية وتاريخية ودينية تربطها بالمملكة المغربية. وتضيف الوثيقة الاستخباراتية، أن المغرب يُعلن أنه يمتلك شرعية تاريخية ليس على الصحراء فقط، بل أيضا على موريتانيا وأجزاء من الجزائر، مشيرة إلى أنه لم يتخل عن مطالبه بموريتانيا إلا مؤخرا (الوثيقة تتحدث عن 1975)، وبالتالي فإنه لن يتخلى عن المطالبة بالصحراء، لأنه -أي المغرب- يعتبر تشبثه بمنطقة الصحراء بمثابة تقليص للخسائر التي تعرض لها في العديد من أجزائه الترابية. كما تشير الوثيقة إلى أن المغرب يعتبر الصحراء قضية وطنية لا يُمكن التفريط فيها، لأنها أسست نوعا من الوحدة الوطنية، بعدما كانت البلاد مهددة بالانقلابات والاضطرابات، وبالتالي، فإن نظام الحسن الثاني يرى في القضية أساس مهم لتعزيز استقرار نظامه واستقرار البلاد. وتنتقل وثيقة الاستخبارات والبحث الأمريكية، للحديث عن الدور الجزائري في نزاع الصحراء، حيث تقول بأن الجزائر كانت تعارض في البداية تقسيم الصحراء بين المغرب وموريتانيا، قبل أن تنتقل إلى دعم جبهة البوليساريو، وتحولها كذراع ووكيل لها في المنطقة. وفي هذا السياق، تقول الوثيقة، إن الجزائر تدعي فقط أن دعمها للبوليساريو هو بهدف الحصول على حقها في تقرير المصير، في حين أن الدافع الحقيقي هو رغبة التنافس مع المغرب والسيطرة في منطقة شمال غرب إفريقيا، حيث تسعى لتأسيس جمهورية صحراوية تكون تحت سيطرتها. وإنشاء جمهورية صحراوية، تضيف الوثيقة، سيحرم المغرب من العديد من الثروات الطبيعية وسيعطي منفذا للجزائر نحو المحيط الأطلسي، مشيرة إلى أن الرئيس الجزائري، الهواري بومدين، ينظر إلى مسألة ضم المغرب للصحراء، عرقلة أمام طموحات الجزائر في المنطقة. وعودة إلى المغرب، تقول الوثيقة، بأن الصحراء لها أهمية استرايتيجة كبيرة بالنسبة للمغرب، لإن قيام جمهورية صحراوية تحت سيطرة الجزائر سيجعل المغرب محاصرا ومنفصلا عن موريتانيا التي له علاقة جيدة مع نظامها، وسيفصله عن باقي الدول الإفريقية. كما أن إنشاء الجمهورية الصحراوية، تقول الوثيقة الاستخباراتية الأمريكية، قد تتحول إلى ملاذ لمجموعة راديكالية تسعى لزعزعة نظام الحسن الثاني داخل المملكة المغربية، مشيرة إلى أن بعض المجموعات الراديكالية بدأت في ربط علاقات مع البوليساريو بالفعل. ومن العوامل الأخرى التي يخشاها المغرب، هو فقدانه لثروة فوسفاطية تُعطيه الوسيلة لمواجهة المنافسة مع الجزائر التي تمتلك الغاز والبترول، وبالتالي بناء على كل ذلك، فإن المغرب لن يتنازل أبدا عن المطالبة بسيادته على الصحراء، وفق ما جاء في الوثيقة المعنية. وللإشارة إلى الأهمية القصوى لقضية الصحراء بالنسبة المغرب، تقول الوثيقة بأن المغرب حاليا (1975)، مستعد لمواجهة جميع الضغوط الدولية للقبول بحل خارج عن سيادته في المنطقة، وهو مستعد أيضا لمواجهة حتى الضغوطات من الولاياتالمتحدة في حالة إذا قررت فرض عليه حل يُقوض سيادته على الصحراء.