1. الرئيسية 2. تقارير بوركينا فاسو توقع مع المغرب اتفاقا للتعاون العسكري.. وخبير ل"الصحيفة": الرباط تحصد ثمار الثقة التي زرعتها بسياسة "رابح – رابح" الصحيفة – محمد سعيد أرباط الجمعة 26 يوليوز 2024 - 12:00 وقعت بوركينا فاسو مع المغرب، اتفاقا في مجال التعاون العسكري، عقب الزيارة التي قام به وزير الدولة البوركينابي الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع وقدماء المحاربين، اللواء كاسوم كوليبالي، مما يؤكد وجود رغبة لدى بوركينا فاسو على إرساء شراكة قوية مع الرباط في ظل القيادة الجديدة في البلد التي يرأسها ابراهيم تراوري. واستقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لودي، وزير دفاع بوركينا فاسو في العاصمة الرباط، حيث أفاد بلاغ رسمي أن هذه الزيارة تدخل ي إطار "تعزيز وتنويع التعاون الثنائي بين البلدين، بالتوقيع على اتفاق للتعاون في المجال العسكري بين المغرب وبوركينافاسو، وذلك بحضور الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية". وأضاف البلاغ أن هذا الاتفاق يتعلق بالخصوص "بمجالات التكوين والتدريبات والتمارين والدعم التقني وتبادل الخبرات والصحة العسكرية، إلى جانب مجالات مختلفة ذات الاهتمام المشترك"، مما يشير إلى أن بوركينا فاسو قررت التوجه إلى المغرب من أجل إعادة ترتيب صفوف قواتها العسكرية بالتداريب والدعم التقني والخبرة المغربية. وفي هذا السياق، قال الخبير في العلاقات الدولية، صبري الحو، في حديث ل"الصحيفة"، بأن توقيع بوركينا فاسو لاتفاق التعاون العسكري مع المغرب، يدخل في إطار الخطة التي بدأتها الرباط منذ سنوات في إفريقيا والتي تتعلق بسياسية "رابح – رابح"، وهي خطة اقتصادية بتداعيات سياسية. وأضاف الحو، بأن المغرب في السنوات الماضية، عمل على "الانتشار والتوسع في إفريقيا، وانفتح على جميع التكتلات، خاصة الاقتصادية، بما فيها تلك التي كانت تُعتبر خصما له، واعتمد مبدأ التعاون الاقتصادي بصيغة رابح – رابح، من أجل تحقيق عائد سياسي، بدأت تظهر نتائجه اليوم". ووفق الخبير المذكور، فإن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في سنة 2017، والزيارات المتعددة التي قام بها الملك محمد السادس إلى البلدان الإفريقية، ومقاربة الرباط التشاركية مع الدول التي تتقاسم معها الانتماء الإفريقي، "كل هذه العوامل تظافرت وجعلت من المغرب رائدا في قارة إفريقيا ويتكلم بإسمها، وبالتالي حصد ثقة الأفارقة، لتوقيع اتفاقيات، من قبيل اتفاق التعاون العسكري مع بوركينا فاسو". واستبعد الحو أن يحدث اصطدام بين المغرب والقوى الأخرى التي تسعى لإيجاد موطء قدم لها في إفريقيا، وخاصة في منطقة الساحل، مثل روسيا وتركيا وإيران، على اعتبار أن "المغرب ينهج سياسة الشراكة التي تحقق عائدا لتلك الدول، بالإضافة إلى انتماء المغرب الإفريقي، وبالتالي فإن هذه العوامل تجعل المغرب يتعايش مع تلك القوى ويحقق حضورا قويا في المنطقة". وأشار الخبير في العلاقات الدولية في هذا السياق، بأن "المغرب ليس له أطماع في الدول الإفريقية، بل هي التي تحتاجه" في ظل رغبتها في التخلص من التواجد الفرنسي، ووجود بعض المخاوف لديها من القوى الأخرى التي ترغب في التواجد في إفريقيا، وبالتالي فإن الرباط تبقى هي الملجأ الأكثر موثوقية.