1. الرئيسية 2. تقارير التقارب المغربي الفرنسي يشمل المجال العسكري عبر مناورات بحرية مشتركة تزامنا مع تدريبات عسكرية مماثلة بين الجزائر وروسيا الصحيفة – حمزة المتيوي الجمعة 8 دجنبر 2023 - 16:34 يواصل المغرب وفرنسا تقاربهما الذي تلا أزمة غير مسبوقة وصلت حد الفراغ الدبلوماسي في سفارة المملكة بباريس، وهذه المرة شمل الأمر المجال العسكري، حيث تشارك البحرية الملكية المغربية ونظيرتها الفرنسية في مناورات مشتركة في حوض البحر الأبيض المتوسط، تتزامن مع مناورات مماثلة تجري بشكل مشترك بين الجيشين الجزائري والروسي. وزار السفير الفرنسي بالمغرب، كريستوف لوكورتيي الفرقاطة الفرنسية "لافاييت" التي رست بميناء طنجة، وذلك في إطار مشاركتها في مناورات "شيبيك 23" إلى جانب الفرقاطة المغربية "طارق بن زياد"، وهو الأمر الذي تزامن مع وصول الفرقاطة الروسية "الأمير غريغوروفيتش" إلى ميناء الجزائر لإجراء تدريبات مشتركة مع البحرية الجزائرية تنطلق اليوم الجمعة. وقالت السفارة الفرنسية بالمغربية إن لوكورتيي توجه إلى ميناء طنجة، أول أمس الأربعاء، من أجل توقف الفرقاطة "لافاييت"، في إطار التمرين العسكري "شيبيك 23"، وذلك بحضور ضباط مغاربة من بينهم قائد الفرقاطة طارق بن زياد، وأوردت "مكن النجاح المشترك لهذه العملية بين البحرية الملكية المغربية والبحرية الوطنية الفرنسية من تعميق قابلية التشغيل المتبادل لجيوشنا الصديقة وإبراز تعاون عسكري ديناميكي بقدر ما هو عتيق بين المغرب وفرنسا". من جهتها، أوردت وزارة الدفاع الفرنسية أن مناورات "شيبيك 23" التي انطلقت في 20 نونبر 2023، تدخل في إطار سلسلة المناورات المشتركة بين البحرية الملكية المغربية والبحرية الوطنية الفرنسية، وشاركت فيها الفرقاطتان المذكورتان إلى جانب طائرات مروحية، وذلك في إطار تعميق التعاون بين البلدين ورفع خبراتهما في مجال إدارة الأزمات والأمن والسلامة البحرية، وشملت العملية تدريبات الأعمال العسكرية تحت الماء والحرب المضادة للطائرات والحرب المضادة للسطح ومحاكاة عمليات إزالة الألغام من طرف الغواصين. وكان التقارب العسكري بين المغرب وفرنسا، إثر الأزمة بين البلدين، قد برز أواخر شتنبر الماضي، حين حضر الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، مراسيم تكريم جنود مغاربة شاركوا في تحرير كورسيكا خلال الحرب العالمية الثانية، من طرف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتقى بهذا الأخير. وعاد الدفء إلى العلاقات المغربية الفرنسية بعد استقبال الملك للسفير الفرنسي الجديد بالرباط، بعد انتظار امتد منذ دجنبر 2022. وتسمية سميرة سيطايل سفيرة للمغرب في باريس بعد 9 أشهر من الفراغ الدبلوماسي، منذ إنهاء مهام السفير السابق محمد بن شعبون في 19 يناير 2019، والذي أصبح مديرا عاما لصندوق محمد السادس للاستثمار. وفي أول خروج إعلامي له بعد تسليم أوراق اعتماد للعاهل المغربي، عبر راديو 2M، أظهر لوكورتيي إشارات إيجابية تشي برغبة فرنسا في إصلاح علاقاتها مع المغرب، حيث عبر أسفه لقرار بلاده السابق تقليص التأشيرات المسلمة للمواطنين المغاربة، كما أدان هجوم الإعلام الفرنسي على المملكة وعاهلها نتيجة عدم قبول الرباط عرض المساعدات الذي قدمته باريس خلال زلزال الحوز. وبخصوص قضية الصحراء، قال لوكورتيي إن فرنسا تعلم منذ وقت طويل الأولوية التي يعطيها المغرب لملف الصحراء، لكن أحيانا يكون هناك نوع من "المحاكمات الخاطئة" التي تصدر عنها تقييمات غير دقيقة للموقف الفرنسي، مبرزا أن ذلك هو ما دفع السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأممالمتحدة لتوضيح الأمور مؤخرا، للتأكيد على أنه منذ أن أقدم المغرب مخطط الحكم الذاتي للصحراء في 2007، كانت فرنسا إلى جانبه، معتبرا أن هذا الدعم "كان تاريخيا" وأن موقف باريس ظل دائما واضحا جدا. وأورد السفير الفرنسي أن بلاده لم تقف عند حدود التذكير بدعمها التاريخي للمقترح المغربي، ولكن أيضا الآن "يجب التقدم إلى الأمام"، وهو ما أشار إليه ممثلها في الأممالمتحدة قُبيل صدور القرار الأخير لمجلس الأمن، مبرزا أن باريس منخرطة في هذه الدينامية التي يقودها المغرب لتطوير جهات الصحراء، حيث ستكون مرافقة له من خلال حوار ثابت حتى يصبح المخطط المغربي هو الأكثر حضورا على المستوى الدولي.