1. الرئيسية 2. المغرب يشكلون ثلث قتلى حوادث السير.. NARSA تضع الراجلين ضمن أولوياتها الرئيسية خلال حملتها التحسيسية بطنجة الصحيفة من طنجة الأثنين 14 غشت 2023 - 17:25 عند الوصول إلى رواق الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية الذي حط رحاله بكورنيش مدينة طنجة، يلفتُ انتباه الزائر وقوفُ العديد من المؤطرين المتطوعين بصدرياتهم الصفراء بجوار ممرات الراجلين الرابطة بين طرفي الشارع. قد يبدو الأمر للوهلة الأولى غريبا، وقد يتساءل البعض حول ما إذا كنا لا نزال بالفعل في حاجة إلى مؤطرين يشرفون على قيام الراجلين بقطع الشارع، لكن أرقام NARSA تُعطي الجواب الحاسم والمخيف، فثلث ضحايا مستعملي الطريق بالمغرب من الراجلين. حتى الكبار خائفون بينما العديد من المؤطرين يتحدثون إلى المصطافين الذين أثار رواق الوكالة اهتمامهم، وفي حين يستمر زملاؤهم في نشر ثقافة احترام قوانين السير لدى الأطفال من خلال العديد من الأنشطة التي تمزج بين الترفيه والتعليم، يقترب شخص من ممر الراجلين محاولا قطع الشارع دون جدوى. الرجل في الأربعينيات من عمره، طويل القامة وذو بنية قوية، سيتضح من خلال كلامه أنه من أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلجيكا، عاش معظم حياته هناك، وهو أمر قد يُفسر جزئيا خوفه الكبير من وضع قدميه على ممر الراجلين والتقدم إلى الأمام في اتجاه الجهة الأخرى من الشارع. يقترب منه اثنان من المتطوعين بصدرياتهم، أحدهما يشير بيده إلى السيارات كي تتوقف في حين يرافقه الثاني لقطع الشارع، وكلاهما يعي جيدا أن مقدار احترام السائقين لهذا الممر أقل بكثير من نظيره في بلجيكا وأوروبا عموما، لذلك لا يستغربان الخوف الذي استبد بالرجل. احترام ممر الراجلين.. أولوية يقول أحد المؤطرين إن إقناع السائقين في المغرب بضرورة احترام ممرات الراجلين لا زالت مهمة غير يسيرة، فالأمر يتعلق بالعقلية والتربية أساسا، لأن الكثيرين يعتبرون أنفسهم في سباق ضد الساعة ولا يملكون "رفاهية" الانتظار لثوانٍ قليلة حتى يمر الراجلون قبل إتمام مسارهم، على عكس ما هو حاصل في أوروبا حيث ممر الراجلين يكاد يكون "مُقدسا" في أذهان السائقين. واختيار NARSA وضع رواقها بكورنيش شارع محمد السادس، بمُحاذاة الشاطئ وفي الجهة المقابلة لمجموعة من الفنادق وفضاءات استقبال المصطافين، لم يكن أمرا اعتباطيا، لأن زوار مدينة طنجة يرتفع عددهم بشكل أكبر خلال فصل الصيف، وبالتالي تزداد حركية السيارات ومعها مخاطر وقوع حادث السير التي يكون الكثير من ضحاياها من الراجلين. ويحاول أطر الوكالة والمتطوعون المشاركون في الحملة التحسيسية، التواصل مع عدد كبير من مستعملي الطريق، وخصوصا السائقين، من أجل إقناعهم بضرورة احترام الممرات المخصصة للراجلين، وأيضا تفادي السرعة المفرطة خصوصا في فترة الصيف، حيث تكون حركية المصطافين أمام الفضاءات الشاطئية كثيفة وأحيانا مفاجئة لمستعملي الطريق. أرقام سنوية مخيفة ووفق أرقام الوكالة الوطنية للوقاية من حوادث السير فإن 1000 قتيل من الراجلين يسقطون سنويا في طرقات المملكة، وواحد من بين كل 3 أشخاص ضحايا الحوادث هم من الراجلين، لذلك تُكثف الوكالة من أنشطتها التوعوية الموجهة للسائقين وكذا للراجلين، لعلها تستطيع الوصول إلى أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة الطرقية والاستراتيجيات الجهوية المتفرعة عنها. وعلى صعيد جهة طنجةتطوانالحسيمة بلغ عدد القتلى من الراجلين خلال سنة 2015، التي تعد إحصائياتها مرجعية في إطار الاستراتيجيتين الوطنية والجهوية، 105 قتلى، وخلال السنة الأولى من الاستراتيجية كان المفروض الوصول إلى 102 من القتلى أو أقل لكن الرقم ارتفع إلى 119. ومع ذلك تستمر الاستراتيجية في مساعيها من أجل توعية مستعملي الطريق بضرورة الانتباه إلى سلامة الراجلين باعتبارهم يوجدون على رأس أولوياتها الخمسة، مع تسجيل تحسن تدريجي في الأرقام السنوية، إذ خلال سنة 2022 سجلت الشبكة الطرقية بالجهة سقوط 88 ضحية، في حين كان الهدف المسطر هو أقل من 74.