1. الرئيسية 2. آراء من قال إن تعليمنا ليس بخير؟! عبد النبي عيدودي السبت 24 دجنبر 2022 - 23:44 نحن واعون كمعارضة أن التعليم في حاجة إلى قيادات سياسية قادرة مقتدرة على تحقيق المزيد من العطاءات والبدائل من أجل تجويده و تطويره. قيادات من طينة المرحوم اليوسي وعابد الجابري وعلال الفاسي، و عبدالله كنون، وعباس الجراري.. و غيرهم كُثر بأمتنا المغربية المكينة. قيادات علمية و إدارية قادرة على رفع التحدي وتجاوزت الاختلالات المتواجدة بمنظومتنا التعليمية والتربوية الحالية. لكن هذا لا يمنعنا من قول الحقيقة، ولا يحول دون أن نقوم بالتقييم الحقيقي لتعليم في مساره التاريخي. حقيقة تعليمنا ما هي؟ وحقيقة ترتيبنا ما هي؟ وما هو موقعها في مصاف الدول؟ وهل حقيقي ما يقدم من طرف المنظمات الدولية من مؤشرات تجعل من تعليمنا مرتب في 123 دوليا؟ الحقيقة هي أن التعليم بالمغرب بخير و على ألف خير. التربية على القيم والمنهج والنهج الهوياتي المغربي الأصيل حقيقة ثابتة وساطعة كالشمس التي لا يحجبها ضباب. تعليمنا قوي مكين بمناهجه التربوية، وتعليمنا حداثي أصيل بهيئته التربوية والإدارية. تعلمينا الأول عالميا نقولها بكل أريحية وثقة في مؤسساتنا التعلمية والتربوية والادارية بهذا القطاع. فرغم ما يحاك ضده من طرف قوى خارجية تتدخل بأساليب ملتوية لتجعل ترتيبه مقلق لنا، وتسعى لإبعادنا عن خصوصيتنا المغربية الأصيلة، لكننا واثقون أن التعليم بالمغرب منذ أزيد من ألف سنة بخير وعلى ألف ألف خير (أحب من أحب وكره من كره)، و من أحبنا أحببناه، ومن كرهنا سألناه لماذا تستهدفون عقولنا التي أنتجتها المدرسة المغربية في الطب و الهندسة و إدارة المال والأعمال والتجارة والاقتصاد والاستثمار. إن كل محاولات التبخيس لتعليمنا فهي تهدف لشيء أخر غير تعليمنا، وكل مناورات التيئيس نحن نعلم خلفياتها التي تسعى إلى فصل التلميذ عن قيّمه المغربية الأصيلة، و تهدف إلى طمس هويتنا المغربية المتفردة بقيمها الدينية السمحة والتربوية الحقة والإجتماعية التضامنية. كذب من قال إن المغرب يحتل الرتبة 123 في التعليم كذب وكذب، بل هو افتراء من طرف لوبيات تقدم تقارير تخدم أجنداتها الخاصة، وتسعى لضرب القيم المغربية وهدم الهوية الثقافية للأمة المغربية. سبق أن زرت دولة عربية في 2016 موالية للغرب ومنقطعة أمانتها، وتحتل مراتب متقدمة في التعليم حسب نفس التقارير التي ترتب بلدنا في رتبة 123، وسألت تلميذ من تلاميذها عمره 12 سنة، هل تحفظ سورة الإخلاص؟ قال لي لا. فصدمت. حقا صدمت. واندهشت أمام هول الجواب وبساطة السؤال، و تسألت: كيف لدولة مرتبة مع 30 دولة الأولى في التعليم بها تلميذ في 12سنة من عمره لا يعرف سورة الإخلاص وبالمغرب نجد من هو في سنه يحفظ جميع قصار السور و يحفظ حزب سبح. هل هذا هو المؤشر الحقيقي للتعليم بالدول، وليس البنايات والمعدات فقط؟ التعليم هو مناهج ومتون وأدبيات تغرس القيم في العقول وتثبت الأخلاق في النفوس. التعليم ليس صور وفيديوهات ورقص وأغاني نتقاسمها مع بعضنا البعض فقط، بل هو علم يؤخد من أفواه الرجال وفق آداب العالم والمتعلم. التعليم أخلاق، فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. والعلم نور و الجهل عار ، والعلم يرفع بيت لا عماد له، و الجهل يهدم بيت العز والشرف، والعلماء ورثت الأنبياء، و الأنبياء لا يورثون درهم ولا دينار ، و إنما يخشى الله من عباده العلماء. صدق الله العظيم. والفاهم يفهم. - برلماني عن حزب الحركة الشعبية