1. الرئيسية 2. تقارير متى يَتم إقالة هذا الرجل؟!.. بَث رديء بأساليب منقرضة لاحتفالات استقبال المنتخب الوطني أساءَ به للملك وأفسد أفراح المغاربة الصحيفة من الرباط الثلاثاء 20 دجنبر 2022 - 23:19 فضيحة عابرة للقارات تلك التي بصمت عليها اليوم الثلاثاء أصابع فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والذي يحمل أيضا قبعة رئيس اللجنة الأولمبية المغربية. ففي الوقت الذي كان المغاربة ينتظرون فيه تغطية غير مسبوقة لاحتفالات عودة المنتخب الوطني إلى المملكة بعد الإنجاز الأكبر في تاريخ كرة القدم المغربية المتمثل في بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2022 في قطر، كان الأمر بالفعل كذلك، لكن بشكل كارثي. وكانت التغطية المباشرة للحدث بالفعل غير مسبوقة، حيث تستحق بأن توصف ب"الأسوأ" لحدث كبير في تاريخ الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ففي الوقت الذي كان الجميع ينتظر فيه تتبع مسار منتخب "أسود الأطلس" من مطار الرباط – سلا إلى القصر الملكي، فوجئ الجميع بانقطاع البث في العديد من المرات وبضعف جودته التي لا تنم عن التجهيزات الحديثة التي يُفترض أن الشبكة التلفزيونية العمومية الأولى والأكبر بالمملكة تتوفر عليها. وتفوق العرايشي في إحباط تطلعات عشرات الملايين من المغاربة داخل وخارج أرض الوطن، الذين كانوا يمنون النفس بمتابعة تغطية احترافية لعودة الأسود العائدين بإنجاز يندر أن يتكرر في تاريخ الكرة المغربية، حيث أثبتت الشبكة، التي تملك قناة رياضية وأخرى إخبارية، فشلها في تقديم صورة إخراجية جيدة، بل عادية، نتيجة الانقطاع المستمر للبث وسوء توزيع اللقطات، والأدهى من ذلك أن القنوات المغربية لم تكن الوحيدة التي بثت الحدث، بل إن شارة النقل المباشر حُولت إلى عدة قنوات دولية. وفضيحة العرايشي هذه المرة، لا تتعلق بضعف برامج الشبكة ولا بسوء جودة بث قنوات البطولة الوطنية، بل بحدث استحق وَصف "العالمي"، والمثير في الأمر أن جميع الجهات استعدت له، ابتداء من القصر الملكي الذي أعلن يوم أمس بشكل واضح مسار حافلة المنتخب من المطار إلى القصر، كما استعدت للأمر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وأجهزة الأمن والسلطات العمومية وجماعة الرباط، كل ذلك في سبيل ضمان أفضل مسار لموكب "الأسود". ويمثل إهمال العرايشي استهانة بحدث أراده الملك محمد السادس، بشكل شخصي، حدثا تاريخيا مُوَثَّقا بالصوت والصورة، وهو ما يؤكده الفرق الكبير بين جودة التصوير والإخراج والبث داخل القصر الملكي، الذي تولاه الفريق المكلف بالأنشطة الملكية، وبين نظيره في شوارع سلاوالرباط، الذي وُفرت له العديد من الكاميرات بما فيها "الدرونات"، لكن لا أحد يعلم ما الذي جرى حتى تحول الأمر إلى ما يشبه تصويرا بكاميرات الهواة، لدرجة أن البث المباشر الذي نشره اللاعبون على حساباتهم في منصات التواصل الاجتماعي كان أفضل بكثير. وكان على العرايشي والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، أن يتوليا تسويق منتج إعلامي جيد لا يُوثق اللحظة التاريخية المتمثلة في وصول اللاعبين المغاربة إلى أرض الوطن وحسب، بل أيضا لتسويق صورة إيجابية عن اثنين من المدن الكبرى للمملكة، بما يشمل إبراز التغيير الجذري الذي تعرفته شوارع وساحات العاصمة، لكن الذي تولى هذه المهمة مرة أخرى هو القصر الملكي، من خلال استقبال الملك للاعبين رفقة أمهاتهم ومشاطرتهم الحديث الودي واستلامه مجموعة من الهدايا الرمزية المقدمة له. وإذا كانت العديد من الخطايا التي شهدتها الشبكة الوطنية للإذاعة والتلفزة منذ أن ترأسها العرايشي سنة 2005، تستدعي محاسبة هذا الأخير، فإن ما حدث خلال احتفالات عودة المنتخب المغربي قد يكون أدعى إلى استقالته أو إعفائه من منصبه، لأن الأمر لم يعد يتعلق بخلل تبقى تبعاته محصورة داخل حدود المملكة، بل بإساءة كبيرة لصورة البلاد أمام العالم في الوقت الذي كانت فيه كل الأنظار متجهة إلى البلد الذي حقق أكبر إنجاز كروي عربي وإفريقي.