أعلنت روسيا عبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زاخاروفا، في بيان أمس الثلاثاء، أن المناورات العسكرية التي يعتزم الجيش الروسي إجرائها بتنسيق مع الجيش الجزائري على الأراضي الجزائرية في منطقة لا تبعد كثيرا عن الحدود الشرقية للمغرب، "لاتستهدف أطرافا ثالثة". وقالت المتحدثة المذكورة وفق وكالة الأنباء الروسية "TASS"، أن هذه المناورات التي تحمل اسم "درع الصحراء 2022" المزمع إجرائها في الجزائر بين 16 و 28 أكتوبر المقبل، هي "تدريبات على مكافحة الإرهاب وهي نشاط روتيني يعتمد على البرنامج المعتمد لشراكتنا العسكرية مع الجزائر." وأضافت زاخاروفا في هذا السياق قائلة وفق الوكالة الروسية "وأود أن أؤكد على ذلك، إلى أن هذه التدريبات ليست موجهة ضد اطراف ثالثة ، تماما مثل أي مناورة عسكرية تشارك فيها روسيا." وأشارت وكالة "تاس" أن هذه المناورات سيشارك فيها 80 جنديا روسيا إلى جانب 80 جنديا جزائريا. وخلال التداريب، أوضحت وكالة الأنباء الروسية، أن قوات البلدين ستمارس قوات البحث عن الجماعات الإرهابية في المناطق الصحراوية واكتشافها والقضاء عليها. وكانت الجزائر قد أعلنت في الشهور الماضية، أن جيشها يعتزم للقيام بمناورات عسكرية في المنطقتين العسكريتين الثالثة والثالثة غرب البلاد وعلى مقربة من الحدود الشرقية للمغرب، مشيرة إلى أنه سيتم خلال هذه المناورات استخدام الذخائر الحية، وإجراء مناورات قتالية برية وجوية وبحرية، وستُشارك فيها مختلف الفرق العسكرية التابعة للجيش الجزائري. وكان هذا الإعلان قد جاء على بعد أيام من إعلان المغرب عن إحداث منطقة عسكرية في المنطقة الشرقية للبلاد على الحدود الجزائرية، وبالضبط في منطقة الراشدية، وهي ثالث منطقة عسكرية يُحدثها المغرب، بعد المنطقتين الأولى والثانية في الشمال والجنوب. وتعرف العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر توترا في السنوات الأخيرة، وبالضبط منذ تولي عبد المجيد تبون حكم النظام في الجزائر، حيث ارتفعت نبرة العداء تُجاه الرباط بشكل كبير، وقد بلغت إلى حد إعلان الجزائر العام الماضي قطع جميع علاقاتها الديبلوماسية مع المغرب بدعوى "الاعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر". كما يرى متتبعون أن إقدام النظام الجزائري على إجراء مناورات عسكرية جديدة، واتخاذ مناطق قريبة من الحدود المغربية لإجرائها، يدخل في إطار التوتر القائم بين البلدين واستخدام الحرب النفسية عن طريق استعراض العضلات العسكرية.