نجح حزب "إخوة إيطاليا" اليميني في تصدر نتائج الانتخابات التشريعية الإيطالية التي أجريت يوم أمس الأحد، الأمر الذي يعبد الطريق لزعيمته جورجيا ميلوني لتكون أول سيدة تترأس الحكومة في هذا البلد الأوروبي المتوسطي، الأمر الذي قد يحمل معه أخبارا جيدة للمغرب خاصة وأنها لإتمام مشوارها لضمان الأغلبية البرلمانية عليها أن أولا أن تتحالف مع زعيمين يمينيين آخرين هما سيلفيو بيرلوسكوني وماتيو سالفيني. وقبل ظهور النتائج الرسمية أظهرت استطلاعات الرأي أن حزب "إخوة إيطاليا" المحسوب على اليمين المتطرف، المعادي للمهاجرين والذي يتبنى سياسات محافظة تعارض الإجهاض وزواج المثليين، حصلَ على ما بين 22 و26 في المائة من الأصوات، وهو ما يمنحه الصدارة حتما داخل البرلمان الإيطالي لكنه لا يضمن له الحصول على الأغلبية، لكن الأمر قد يختلف تماما في حال إعلان تحالفه مع حزبي الرابطة و"فورزا إيطاليا". واستطاع حزب ميلوني أن يقضم نحو 4 في المائة من الأصوات من الحزبين اليمينيين الآخرين، لكن "فورزا إيطاليا" الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو بيرلوسكوني، وحزب الرابطة الذي يتزعمه وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، هما القادران على رفع إجمالي نسبة الأصوات التي حصلت عليها كتلة اليمين إلى ما يزيد على 41 في المائة، وهو الأمر الذي يعني تلقائها حصول التحالف على أكثر من نصف المقاعد داخل مجلس الشيوخ. وقد يكون هذا التحالف مفيدا للعلاقات المغربية الإيطالية إنطلاقا من التقارب الذي أضحى يطبع تعال الرباط مع العديد من الحكومات اليمينية في الاتحاد الأوروبي عموما، ولكن بالدرجة الأولى بسبب العلاقة مع ماتيو سالفيني، الذي عبر العام الماضي عن دعمه للمملكة ولسياساتها في عز الأزمة مع إسبانيا بخصوص مساعيها لنيل قرار إدانة للمغرب من البرلمان الأوروبي بشأن ما اعتبرته استخدام القاصرين في أزمة المهاجرين غير النظاميين بسبتة. وكان سالفيني، وزير الداخلية الإيطالي ما بين يونيو 2018 وشتنبر 2019، قد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء منتصف سنة 2021 قائلا إن المغرب هو المحاور الأول لأوروبا لاعتبارات اقتصادية وتجارية وثقافية وفيما يتعلق بالتعاون ومجال الأمن"، مبديا دعمه للسياسات المغربية في مجال الهجرة، حين نوه بما تقوم به الرباط للتصدي للمظاهر غير النظامية منها قائلا "لو كانت جميع البلدان المتوسطية لديها موقف جاد ومُتعاون كما يفعل المغرب لكانت لدينا مشاكل أقل بكثير". وأورد سالفيني، الذي يُنتظر أن يعود للحكومة حاملا حقيبة بالغة الأهمية، أن المغرب هو "البلد الأكثر استقرارا في منطقة جنوب المتوسط وشمال إفريقيا" مؤكدا على ضرورة "تسريع وتحسين العلاقات معه"، علما أن الرباط كانت قد أعدت مسبقا لهذه اللحظة من خلال تقوية العلاقات مع الزعيم اليميني شملت لقاء بينهم وبين السفير المغربي في روما، يوسف بلا، انتهت بوصول الطرفين إلى رؤى مشتركة بخصوص قضايا الهجرة، والتي تعد من أهم ملفات اليمين الإيطالي.