أعلنت العديد من وسائل الإعلام الجزائرية، اليوم الإثنين، عن سقوط طائرة مسيرة عن بعد عسكرية "درون"، في منطقة مسيلة، الأمر الذي أحدث استنفارا لدى السلطات الجزائرية في المنطقة التي فتحت تحقيقا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى سقوط هذه المسيرة الحربية. وذكرت تقارير أخرى، أن هذه المسيرة تعود للجيش الجزائري الذي يستعد للحصول على سرب منها ابتداء من العام المقبل، وهي "درون" تصنعها الصين، مما أطلق العديد من التساؤلات حول ما إذا كان سقوط هذه "الدرون" كانت نتيجة للتدرب على استخدامها من طرف الجيش الجزائري. وليس خفيا، وفق العديد من التقارير الدولية التي نُشر في العام الماضي، أن الجزائر أعربت عن رغبتها في امتلاك طائرات مسيرة عن بعد، بعدما نجح المغرب في السنوات الأخيرة في امتلاك عدد منها عبر عدة صفقات مع إسرائيل وتركيا والولايات المتحدةالأمريكية. وكانت تقارير إعلامية تركية قد قالت في الشهور الماضية إن الجزائر هي من ضمن 3 زبائن متوقعين للحصول على المسيّرات الحربية التركية "بيرقدار تي بي 2"، التي تُعتبر من طائرات "الدرون" التي أثبتت نجاعتها في عدد من الحروب في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ميزة سعرها المنخفض مقارنة بالمسيّرات الأمريكية والإسرائيلية. وحسب ذات المصادر، فإن الجزائر دخلت في مفاوضات مع تركيا للحصول على هذه الطائرات، مشيرة إلى احتمالية توقيع صفقة بهذا الشأن خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الجزائري إلى تركيا ولقاءه برجب طيب أردوغان في شهر ماي الماضي. وأضافت التقارير التركية، أن الجزائر كانت ترغب في الحصول على هذه المسيرات بعد حصول المغرب على سرب منها العام الماضي، مشيرة إلى أن الجزائر من المنتظر أن ترسل عسكريين إلى تركيا من أجل التدرب على استخدام هذا النوع من الطائرات الحربية. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن المغرب حصل العام الماضي عبر صفقة مع تركيا على 13 طائرة درون من نوع "Bayraktar TB 2"، قبل أن يوقع خلال العام الجاري في الشهور الماضية على صفقة جديدة لزيادة عدد هذه المسيّرات بسرب جديد منها. وكانت العديد من التقارير قد أشارت إلى استخدام القوات المغربية لهذه الطائرات لمواجهات المناوشات العسكرية التي تقوم بها ميليشيات جبهة "البوليساريو" الانفصالية، وقد سقط العديد من عناصر الجبهة خلال الطلعات الجوية التي نفذتها هذه الطائرات. وكانت جبهة "البوليساريو" الانفصالية، قد أعلنت في هذا السياق مؤخرا عبر عدد من ممثليها، عن مقتل أحد قادتها العسكريين الميدانيين، يُدعى "خطري سعيد بره" في قصف مغربي في الصحراء المغربية، لينضاف إلى عدد من القادة الذين فقدتهم "البوليساريو" منذ عودة المواجهات مع القوات المغربية في أواخر سنة 2020. وأكد ممثل جبهة "البوليساريو" في الاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير، في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر، مقتل سعيد بره فيما أسماه ب"ساحات الوغى"، ما يشير إلى أن القائد القتيل كان في مهمة عسكرية ضد القوات المغربية باءت في النهاية بمصرعه. وذكرت مصادر إعلامية موالية للجبهة الانفصالية، أن طائرة "درون" مغربية، رصدت تحركات مشبوهة لمركبة عسكرية تابعة ل"البوليساريو" فقامت بقصفها في الحال، الأمر الذي أدى إلى مصرع خطري سعيد بره الذي نصّبته "البوليساريو" قائدا لما تُسميه بالناحية العسكرية الرابعة.