أبدت المملكة العربية السعودية غضبها من الجزائر بسبب رغبتها في عدم توجيه الدعوة للمغرب لحضور أشغال القمة العربية المتوقع انعقادها في بداية نونبر المقبل، بشكل رسمي، الأمر الذي دفع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى التلويح بمقاطعة القمة بعد أن ألغى زيارة كانت متوقعة إلى هذا البلد المغاربي شهر يوليوز الماضي ردا على رفض قصر المرادية وساطات الرياض لإنهاء الخلاف مع الرباط. ووفق تقرير لموقع "مغرب إنتلجنس" في نسخته الناطقة بالفرنسية، فإن الأمور لا تسير على ما يرام في العلاقة بين الجزائر والسعودية، منذ الإلغاء المفاجئ لزيارة ابن سلمان في نهاية الشهر الماضي، والذي كان الجزائريون ينتظرون وصوله بفارغ الصبر، لكنه فضل "مقاطعة النظام الجزائري" لإبراز خلافه العميق مع تصرفات قادته في المنطقة، وتعتزم السعودية الاحتجاج بقوة على "الطابع العدواني للنظام الذي يرفض كل مقترحات الوساطة السعودية في ملف المغرب والصحراء". وقامت الدبلوماسية السعودية بالعديد من المحاولات بما في ذلك تقديم مقترحات عملية لاستضافة محادثات رسمية مفتوحة بين الجزائر والمغرب، لكن المسؤولين الجزائريين حافظوا على "موقفهم الراديكالي" تجاه المملكة، على حد توصيف المصدر، ورفضوا جميع الحلول الممكنة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت في أواخر غشت من سنة 2021، وهو الأمر الذي اعتبره ولي العهد السعودي عنادا وازدراءً لمقترحات بلاده، لدرجة أنه كان سيتخذ بنفسه قرار مقاطعة الجزائر. وأوضح التقرير أن بعض المصادر المقربة من سفارة السعودية في الجزائر لا تتردد في التلويح بسلاح مقاطعة القمة العربية المقبلة، المقرر عقدها في فاتح وثاني نونبر 2022، كما أن ابن سلمان بات يفكر في إرسال "ممثل من الدرجة الثانية" لبلاده لتمثيل الرياض في القمة، كتعبير عن غضبه على الطريقة التي يتعامل بها الجزائريون مع المغرب وإعلان التضامن السعودي مع المملكة. ويكمن جوهر الخلاف الجزائري السعودي، في رغبة النظام الجزائري عدم توجيه الدعوة للملك محمد السادس للقدوم إلى الجزائر والمشاركة في أشغال قمة جامعة الدول العربية، حيث ترغب الجزائر بشدة في أن يكون رئيس الدبلوماسية المغربية، أي وزير الخارجية ناصر بوريطة، هو الشخص الذي سيحضر إلى القمة، حتى لا تضطر إلى مد البساط الأحمر للعاهل المغربي الذي يقول حكام الجزائر إنهم يخوضون "حربا مفتوحة" مع بلاده، الأمر الذي صدم بشدة المحاوِرين السعوديين وأثار سخطهم.