قالت صحيفة "لا إنفورماسيون" الاسبانية، إن الاتحاد الأوروبي يدرس مع المغرب إمكانية دعم مشروع أنبوب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب وصولا إلى أوروبا، خاصة في ظل الأزمات المرتبطة بقطاع الغاز بسبب الحرب الأوكرانية. وأضافت الصحيفة الإسبانية نقلا عن مصادر من بروكسيل، أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بحذر مع هذا الموضوع، ويدرسه مع المغرب، وفق ما أكدته المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، أمينة بنخضرة، في تصريح إعلامي مؤخرا. ووفق ذات المصدر، فإن اهتمامات الاتحاد الأوروبي بالغاز النيجيري زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وبدأ يفكر في رفع الصادرات القادمة من نيجيريا من الغاز الطبيعي المسال، لمواجهة النقص الناجم عن إيقاف روسيا إمداداتها من الغاز نحو أوروبا. وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن الرئيس النيجيري، محمد بوخاري، دعا في الأسابيع الأخيرة كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي لدعم هذا المشروع من أجل تحقيق الأمن الطاقي لعدد من بلدان إفريقيا إضافة إلى أوروبا والدول الغربية. وقال بوخاري في تصريح لصحيفة "بلومبيرغ"، إن مشروع أنبوب الغاز "النيجيري المغربي" قد يُنهي أزمة إمدادات الغاز في أوروبا، وبالتالي دعا إلى ضرورة خلق شراكة متينة وطويلة الأمد بين نيجيريا والاتحاد الأوروبي وبريطانيا. وأضاف بوخاري في ذات السياق على إثر التعبير عن عدم تفاؤله من أن المشاريع الطاقية الخضراء قد تٌنهي مشاكل الطاقة، بأن على الإتحاد الأوروبي وبريطانيا "الاستثمار في خط الأنبوب النيجيري المغربي الذي يبلغ طوله 4 آلاف كيلومتر لنقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب ثم إلى أوروبا"، باعتباره الحل الأنسب لإمدادات الطاقة. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن نيجيريا قد وقعت في الشهور الماضية مذكرة تفاهم مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) من أجل بناء خط أنبوب الغاز الذي سيربطها بالمملكة المغربية مرورا عبر 15 بلدا في الغرب الإفريقي. وحسب مصادر متخصصة، فإن المجلس التنفيذي الفيدرالي النيجيري، صادق على تخصيص 14,8 مليار دولار أمريكي، لتنفيذ مشروع أنبوب الغاز "النجيري المغربي"، وستذهب هذه الميزانية لإنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بالأنبوب. ويدخل في هذا الاتفاق، توقيع مذكرة تفاهم مع بلدان غرب إفريقيا المنضوية تحت لواء المجموعة الاقتصادية "إيكواس"، من أجل تسريع إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الهام، والذي سيوفر الغاز لهذه البلدان وصولا إلى المغرب، ومن المغرب نحو قارة أوروبا.